قال البغوي: "﴿ قُلْ ﴾ لهم:﴿ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ ﴾ الذي كُتب عليكم؛ لأن من حضر أجله مات أو قتل، ﴿ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ أي: لا تمتعون بعد الفرار إلا مدة آجالكم وهي قليل"[1].
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الموت ستَذوقه كل نفس، وأن الحذر من
الموت لا يُنجي من الموت؛ فاللهَ الله عبادَ الله، اذكروا الموت الذي لا
بد منه.
ومن الأمثال السائرة: "لا موت إلا بأجل"، و"لكل حي أجل"[2].
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: كل امرِئٍ مصبَّح في أهله
والموت أدنى من شراك نعله![3]
قال الحافظ ابن حجر: "وقوله: "مصبَّح" - بمهملة ثم موحدة وزن محمد - أي:
مصاب بالموت صباحًا، وقيل: المراد أنه يقال له وهو مقيم بأهله: صبَّحك
الله بالخير، وقد يفجؤه الموت في بقية النهار وهو مقيم بأهله، قوله:
"أدنى": أي أقرب، قوله: "شراك" - بكسر المعجمة وتخفيف الراء -: السير الذي
يكون في وجه النعل، والمعنى: أن الموت أقرب إلى الشخص من شراك نعله
لرجله"[4].
وعن ميمون بن مهران، أنه قال: دخلت على عمر بن عبدالعزيز وعنده سابق البربري وهو ينشد شعرًا فانتهى في شعره إلى هذه الأبيات: فكم من صحيح بات للموت آمنًا
أتتْه المنايا بغتةً بعدما هجع!
فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتةً
فرارًا ولا منهُ بقوَّته امتنَع
وقرِّب من لَحْد فكان مقيله
وفارَقَ ما قد كان بالأمس قد جمع
ولا يترك الموت الغنيَّ لمالِه
ولا معدمًا في الحال ذا حاجة يدَع!
قال: فلم يزل عمر يبكي ويضطرب حتى غُشي عليه، وقمنا وتفرَّقنا[5].
مدونة شواطىء التائبين مدونة تهتم بأمور التوبة والتائبين,انشات المدونة في سنة 2014 ,انشات هذه المدونة للافادة والاستفادة ,ودائما نبحث عن الجديد لنحضره اليكم حصري وجديد ,لذا فادعمونا بتعليقاتكم المشجعة والتي تدعمنا كي نواصل ان شاء الله.
وتابعونا واشتركوا معنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق