Toggle menu

100 شخص دفنوا أحياء في سيول من الطمي بسريلانكا

صورة أرشيفية 
أعلنت الحكومة السريلانكية، أن حوالي 100 شخص دفنوا أحياء أمس في سيول من الطمي، تلت أمطارا موسمية غزيرة في منطقة تنتج الشاي في وسط سريلانكا.
وقالت الوزيرة المكلفة بإدارة الكارثة ماهيندا أماراويرا، العائدة من منطقة "كوسلاندا"، إنها ذهبت إلى المنطقة، وما عرفته هو أن نحو مئة شخص دفنوا أحياء، مضيفة: "ليست هناك أي إمكانية لوجود ناجين".
وقالت مصادر رسمية أخرى، إن الحصيلة الموقتة للضحايا تبلغ 16 قتيلا، تأكد مصرعهم، بينما قدر عدد المفقودين بنحو 300 شخص.

قاتلي ال 31 جندي يذبحون 4 مصريين بسيناء على طريقة داعش

بالفيديو: قاتلي ال 31 جندي يذبحون 4 مصريين بسيناء على طريقة داعش - أنصار بيت المقدس الاخوانية 2014 

 

ورد من الشيخ رسلان حفظه الله

 https://www.youtube.com/watch?v=pcxsbMfAat8

 

 

لماذا سمى الدين الإسلامى بالإسلام ؟

لماذا سمى الدين الإسلامى بالإسلام ؟


من فتاوى اللجنة الدائمة


رسالة إلى الكذابين

ذكر جملة من نصوص الكتاب والسنة الدالة على تحريم الكذب في الجملة، والحث على ضرورة التثبت في الحديث، مع الإمساك بزمام اللسان، وبيان دواعي الكذب، وذكر الأمارات الدالة عليه، مع ذكر جملة من الأحاديث الصحيحة في ذم الكذب ومدح الصدق.

 

خطبة الجمعة 30 من ذي الحجة 1435هـ الموافق 24-10-2014م
بعنوان: (رسالة إلى الكذابين)...

للشيخ محمد سعيد رسلان
للاستماع والتحميل:
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=4767

 

 

هل انتشر الاسلام بالسّيف؟


الأصل الأول: هو الدعوة إلى الإسلام، كما في قوله تعالى: (ادعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضَلَّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) [النحل:125].

الأصل الثاني: الدعوة بالسّيف لإزالة العثرات والعراقيل التي يضعها أعداء الإسلام أمام الأصل الأول للدعوة. فالرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون لا يرفعون السيف إلا مضطرِّين. فلا بدّ للحق من قوة تنصره وإلا ذَهَبَ.

فالرسول صلى الله عليه وسلم بعث رُسُلَه إلى الملوك ولم يستجيبوا، ووضعوا العراقيل أمام الإسلام (إلا من آمن من الملوك)، فلا بدّ من السّيف معهم.

أما لو كانت هناك حرية تامّة أمام المسلمين لنشر الإسلام في كل مكان، لَمَا احتاجوا إلى القتال. قال تعالى (أُذِنَ للذين يُقاتَلون بأنهم ظُلِموا وإن الله على نصرهم لقدير) [الحج:39] فالظُّلم قد يقع على المسلمين في عقر دارهم، كما وقع لهم في العهد المكِّي، وقد يقع عليهم في طريق الدعوة، بالاعتداء عليهم، كما قُتِل القُرَّاء السبعون الذين أرسَلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعليم الناس.

فالأصل أن تكون الدعوة إلى الإسلام بالتي هي أحسن، ولا تُستعمل القوة إلا عند الضرورة. والله أعلم.

(جواب مستفاد من الشريط 36 في الوجه الثاني من شرح الأدب المفرد للشيخ الألباني رحمه الله تعالى).

 أبى سعيد بن احمد الجزائرى

أيهما خير: من يصلي ويعصي؟ أم من لا يصلي ويعصي؟

 السؤال: يا شيخ –بارك الله فيكم- هناك مفهوم شائع في المجتمع هو: أنّ الذي لا يصلي ويرتكب المحرّمات، أحسن حالًا من الذي يصلي ويرتكب المحرّمات، لأن هذا الثاني يُعتبر لاعبا بالصلاة ومستهزءًا  بأحكام الله سبحانه وتعالى، فما مدى صحّة هذه الفكرة،وهذا المفهوم المنتشر بين الناس؟.



الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.


 وبعد: فإن هذه الفكرة المنتشرة بين الناس خطأ، وهي مخالِفة لكتاب الله وسُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهات كثيرة:

الجهة الأولى: تَرْكُ الصلاة عمدًا أكثر إثمًا وأعظم جريمة من قتل النفس بغير حق، ومن الزنا، ومن شرب الخمر، ومن السرقة، كما قال الإمام  ابن القيّم رحمه الله تعالى، لأن الصلاة أعظم ركن في الإسلام بعد الشهادتين قال تعالى {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا }[مريم:59-60]، وقال صلى الله عليه وسلم:«من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله» [رواه البخاري (553)]، وقال صلى الله عليه وسلم:«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» [رواه أحمد، وغيره. وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع الصغير (4143)].


الجهة الثانية: تَرْكُ أوامر الله أعظم إثما من فِعل المنهياتِ، والصلاةُ من المأمورات، وكذلك الزكاة، والصيام، ونحو ذلك. أما شرب الخمر، والسرقة، ونحو ذلك، فهي من المنهيات. فالذي يترك المأمورات ويرتكب المنهيات معاً هو واقع في المعاصي والسيئات، لكنّ ترك المأمورات أشدّ إثما وجُرما، لأن القيام بالمأمورات مقصود لِذَاتِهَا، وأما المنهيات فمطلوب عدمها.


الجهة الثالثة: إن الذي يُصلي ويعصي ناقص في دينه لكنه أقرب إلى الله، وهو أخفّ إثما من الذي لا يصلي ويعصي، لأن الأول يتخفّف بتطهير نفسه بالوضوء والصلاة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من توضأ فأحسن الوضوء خَرَجَتْ خطاياهُ من جسده حتى تخرُج من تحتِ أظفاره» [رواه مسلم (245)]. وقال صلى الله عليه وسلم:« أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟، قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ»المكاره: شدّة البرد، أي، إحسان الوضوء مع برودة الماء والجَوِّ. ومعنى الرباط: المداومة على الطاعة. [رواه مسلم (251)] ومعنى

وقال صلى الله عليه وسلم:« أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ؟قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ،قَالَ فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ،يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطَايَا » [رواه البخاري (528)، ومسلم (667)] ومعنى الدرَن: الوسخ.

فإن قيل: إن غسل الوضوء والصلاة للخطايا مشروط باجتناب الكبائر، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم:« الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ » [رواه مسلم (233] ومعنى ما لم تُغش: ما لم تُؤتَ. فالجواب: أن اجتناب الكبائر شرط هنا لغسل الذنوب كلّها، أمّا من لم يجتنب الكبائر فإن الوضوء والصلاة يخفّفان من ذنوبه وإن لم يمحوانها كلها، وهناك فائدة أخرى وهي الآتي

 


الجهة الرابعة: إن الذي يُصلي ويعصي أقرب إلى التوبة والانتهاء عن الكبائر، مِنَ الذي لا يُصلي ويعصي، فقد قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم  إن فلانا يُصلي بالليل فإذا أصبح سرق، قال صلى الله عليه وسلم:« إنه سينهاهُ ما تقول» [رواه أحمد (9778)، وابن حبان في صحيحه (2560)، وغيرهما، وإسناده صحيح].

وانتبهوا إلى جواب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلم يقل لهم –كما يقول كثير من الناس اليوم- قولوا له يترك هذه الصلاة، لأنه يَلعب ويستهزئ بأحكام الله، بل قال لهم:«سينهاهُ ما تقُول» يعني ستنهاه صلاته عن المعصية، خاصة صلاة الليل.

 فإن قال قائل: ألم يقل الله في القرآن الكريم {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ }[العنكبوت:45]، أَوَلَيْسَ هناك حديث: « من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم تزده صلاته إلا بُعْدًا ؟»، فالجواب: أن الآية حق، لكن اقرءوا ما قبلها فهي هكذا {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } [العنكبوت:45]، فالصلاة التي تنهى عن ذلك هي التي يقيمها المسلم، وليس التي يصليها فقط، وإقامتها تكون بالمحافظة على طهارتها، وأوقاتها، وعلى الخشوع وحضور القلب فيها، وعلى الجماعة فيها إلا من عذر، أمّا من خالف بعض ذلك أو كُلّه فإن الخلل فيه وليس في الصلاة، وأما الحديث المذكور فإنه حديث باطل لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما صَحَّ من قول ابن مسعود، والحسن البصري،ورُوي عن ابن عباس رضي الله عنهم، كما قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة (1/56)]، ويكون معناه حينئذ على التهديد لمن ترك من الواجب من الصلاة أعظم مما فعله أي:يترك من واجباتها أكثر مما يفعله، فيُبعده ذلك التَّرك من الله تعالى كما قال ابن تيمية رحمه الله ثم قال:«هذا الحديث ليس بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما ذكر الله في كتابه، وبكل حال فالصلاة لا تزيد صاحبها بُعدا، بل الذي يصلي خير من الذي لا يصلي، وأقرب     إلى الله منه، وإن كان فاسقًا» اهـ.


ملاحظة مهمّة: الكلام السابق لا يعني التهوين من شأن المحرّمات وارتكابها، فإن الذنوب بريد (أيْ: طريق) الكُفر،ولكنّ المقصود تصحيح المفاهيم الخاطئة، وعلى المسلم أن يجتنب الذنوب والمعاصي كبيرها وصغيرها، خاصّة الذنوب التي تكون بترك الواجبات، وعليه أن يجتنب كلّ ما يوقعه في المعاصي من أفكار، وأصحاب، وبيئة، وكُتب، ومقالات، وغير ذلك. لأن الله تعالى أعطى القدرة للإنسان على اجتناب الكبائر (بِنَوْعَيْها ترك الواجبات، وفِعل المنهيات)، فإنْ وقَعَ في الذنب فعليه بالمسارعة إلى التوبة، والاستغفار، والرجوع إلى الصراط المستقيم، كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة: 208-209]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« سدِّدُوا وقارِبُوا... » [رواه البخاري (6464)، ومسلم (2818)] يعني: كُنْ دائما في الهدف وهي طريق الاستقامة والصواب، فإن لم تفعل فكُن قريبا ولا تبتعد كثيرًا حتى يسهل عليك الرجوع إلى الهدف. وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: التوبة من الذنب واجب، والاحتراز من الذنوب أوجب. وقال تعالى {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } [الزمر:53-54-55].


أسأل الله تعالى أن يجنّبنا منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء والأعمال، إنه سميع مجيب.

الخروج على الحاكم لإبن عثيميين

عن جُنادة بن أبي أمية ، قال : دخلنا على عُبادة بن الصامت وهو مريض ، فقلنا : أصلحك الله ، حَدِّثْ بحديث ينفعك الله به سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : دعانا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبايَعَنا ، فكان فيما أَخَذَ علينا : " أن بَايَعنَا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأَثَرَةٍ علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان » [متفق عليه : أخرجه البخاري في ( الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « سترون بعدي أمورا تنكرونها » : 7055 و7056 ) وبنحوه مسلم في             ( الإمارة : 4771 ) ].
وقوله: (أثرة علينا) هذا هو المهم، فأثرةٍ علينا، يعني: أن نسمع ونطيع مع الأثرة علينا، يعني: الاستئثار علينا، مثال ذلك: أننا أمرنا بشيء واستأثر علينا ولاة الأمر، بأن كانوا لا يفعلون ما يأمروننا به، ولا يتركون ما ينهونا عنه، أو استأثروا علينا بالأموال، وفعلوا فيها ما شاءوا، ولم نتمكن من أن نفعل مثل ما فعلوا، فهذا من الأثرة، وأشياء كثيرة من الأثرة والاستئثار غير ذلك، فنحن علينا أن نسمع ونطيع حتى في هذه الحال. وقوله: «وأن لا ننازع الأمر أهله» أي: لا نحاول أن نجعل لنا سلطة ننازعهم فيها، ونجعل لنا من سلطتهم نصيبًا؛ لأن السلطة لهم، فلا ننازعهم. وقوله: «إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان» ففي هذه الحال ننازعهم، لكن هذا يكون بشروط:
 الشرط الأول: في قوله: «أن تروا» أي: أنتم بأنفسكم، لا بمجرد السماع؛ لأننا ربما نسمع عن ولاة الأمور أشياء فإذا تحققنا لم نجدها صحيحة، فلابد أن نرى نحن بأنفسنا مباشرة، سواء كانت هذه الرؤية رؤية علم أو رؤية بصر، المهم: أن نعلم.
 الشرط الثاني: في قوله: «كفرًا» أي: لا فسوقًا فإننا لو رأينا فيهم أكبر الفسوق فليس لنا أن ننازعهم الأمر إلا أن نرى كفرًا.
 الشرط الثالث: في قوله: «بواحًا» أي: صريحًا ليس فيه تأويل، فإن كان فيه تأويل ونحن نراه كفرًا، ولكن هم لا يرونه كفرًا، سواء كانوا لا يرونه باجتهاد منهم أو بتقليد من يرونه مجتهدًا، فإنا لا ننازعهم ولو كان كفرًا، ولهذا كان الإمام أحمد يقول: إن من قال: القرآن مخلوق فهو كافر، والمأمون كان يقول: القرآن مخلوق، ويدعو الناس إليه ويحبس عليه، ومع ذلك كان يدعوه بأمير المؤمنين؛ لأنه يرى بأن القول بِخَلْقِ القرآن بالنسبة له ليس بواحًا، وليس صريحًا، فلابد أن يكون هذا الكفر صريحًا لا يحتمل التأويل، فإن كان يحتمل التأويل فإنه لا يحل لنا أن ننازع الأمر أهله.
 الشرط الرابع: في قوله: «عندنا فيه من الله برهانٌ» أي دليل قاطع، بأنه كُفْرٌ، لا مجرد أن نرى أنه كُفْرٌ، ولا مجرد أن يكون الدليل محتملاً لكونه كفرًا أو غير كُفْرٍ، بل لابد أن يكون الدليل صريحًا قاطعًا بأنه كُفْرٌ.
فانظر إلى هذه الشروط الأربعة، فإذا تمت الشروط الأربعة فحينئذ ننازعه، لأنه ليس له عذر، ولكن هذه المنازعة لها شروط.
الشرط الخامس: أن يكون لدينا قدرة وهذه مهمة جدا، يعني: لا أن ننازعه فنخرج إليه بالسكاكين ومحاجين الحمير، وهو عنده الدبابات، والقذائف، وما أشبه ذلك، فلو أننا فعلنا هذا لَكُنَّا سفهاء، وهذا حرام علينا، لأنه يَضُرُّ بنا، ويَضُرُّ بِغَيْرِنَا أيضا، ولأنه يؤدي في النهاية إلى محو ما نريد أن يكون السلطان عليه، لأن السلطان كما هو معلوم ذو سلطة يريد أن تكون كلمته هي العليا، فإذا رآنا ننازعه أَخَذَتْهُ العزة بالإثم، واستمر فيما هو عليه وزاد عليه، فيكون نزاعنا له زاد الطين بِلَّةً، فلا يجوز أن ننازعه إلا ومعنا قدرة وقوة على إزاحته وإلا فلا. وبناءً على ذلك نعرف خطأ من يتصرفون تصرفا لا تنطبق عليه هذه الشروط، لأننا نشاهد الواقع الآن، فهل الذين يقومون باسم الإسلام على دولة متمكنة عندها من القوات ما عندها، ولها من الأنصار، أنصار الباطل، كثيرون، ثم نقوم نحن وليس عندنا ولا ربع ما عندهم ما الذي يحصل من النتيجة؟
الجواب: أنه تحصل نتيجة عكسية سيئة، ونحن لا ننكر أن يكون هذا نواة لمستقبل بعيد لكننا لا ندري، والإنسان ينظر إلى ما كان بين يديه. أما المستقبل فقد يقول قائل: أنا أخطط الآن لهذه الثورة وأَقْدُمُ عليها، فإن لم أنجح فيها تكونُ خطةً للمستقبل، لعل أحدًا من الناس يفعل. فنقول: إن هذا احتمال، ثم لو قُدِّرَ أنه فعل كما فعلتَ فالنتيجة واحدة، فإذن لابد أن نصبر حتى تكون لنا القدرة على المنازعة والإزاحة، والمسألة خطيرة جدا، والإنسان ليتخذ عبرة من الواقع السابق، والواقع الحاضر القريب ويتعظ، والأمثلة ربما تكون في نفوسكم الآن وإن لم نُمَثِّلْ بها، فهي واضحة.
      فلو مشينا على ما بايع به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن نرى كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان، ثم أضفنا إلى هذه الشروط الأربعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، في هذا الحديث شرطا ذكره الله في القرآن، وذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أيضا وهو القدرة، فهذه لابد منها في كل واجب فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
     وبالإمكان أن الإنسان إذا رأى ما تم فيه الشروط في سلطانه أن يُنَازِعَ لكن لا مقابلة وجها لوجه، ولكن من طرق يسمونها الناس "دبلوماسية" يستطيع أن يصل إلى العمق في جهات ما، ويتوصل إلى غايته.
    أما المجابهة كما يفعله بعض الناس فهذه ليست من الدين في شيء أبدا، وإن كان الإنسان عنده حُسْنُ النية، وعنده عمل صالح وعبادة وعلم لكن ليس عنده حكمة، والحكمة قال الله فيها: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب} [البقرة:269].
        ثم هناك طريق آخر غير المنازعة لا ندري لعل الله يحدث به خيرا، وهي المناصحة، والمانصحة بالطرق الحكيمة القوية، بأن يجتمع –مثلا- من لهم كلمة عند السلطان وزلفى –أي قربة منه- يجتمعون ويَدْرُسُونَ الوضع دراسة متأنية راسخة عميقة، لأن الدراسة السريعة أو السطحية لا يحصل فيها شيء، فلابد من دراسة متأنية عميقة، والدراسة لا تكون دراسةَ معايبٍ فقط، لأن السلطان إذا ذُكِرَتْ معايبه ولم تُذْكَرْ محاسنه يقول: هذا كافر بالنعمة، ولكن اذكر المحاسنَ والمساوئ.
وإذا ذكرتَ المساوئ لا يكفي أيضا أن تضعها بين يدي السلطان هكذا مفتوحة مغلقة، مفتوحة في الإطلاع عليها، مغلقة في الخروج منها، ولكن اذكُرها مفتوحة لِيَطَّلِعَ عليها، ثم اذكرها مفتوحة ليخرج منها، بأن تقول: هذا حرام وهذا لا يجوز شرعا، هذا إذا نُفِّذَ فإن الله سبحانه وتعالى يُفْسِدُ الأمْرَ به، ولكن عندك الطريقة الأخرى فافعل هكذا فهو خير، ثم تذكر منافع هذا الشيء.
  وهذه الطريقة علمنا الله إياها وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.   ففي القرآن قال الله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا لا تقولوا راعنا وقولوا أنظرنا } [البقرة:104]. فلما نهاهم عن المحذور، بَيَّنَ لهم المباح، فلا تقولوا:{ راعنا } لكن قولوا: {انظرنا}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي جاء له بتمر جيد فقال: إني آخذ الصاع من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاثة، قال له: "بع الردئ بالدراهم، واشتري بالدراهم جِيَدًا" [أخرجه البخاري (2201)، ومسلم (1593)]  لم يقل : هذا ربا وسَكَتَ بل أَطْلَعَهُ على المعايب وبَيَّنَ له ما يَخْرُجُ به منها.  فهذا قد يجعل الله فيه خيرا مع حسن النية والحكمة في إيصال النصيحة إلى ولي الأمر.
لكن -ماشاء الله- بعض الشباب يُحِبُّوَن الشيءَ السريع فيخرج على السلطان، فيحصل عليه من الضرر ما تسمعون به في الإذاعات، وأسأل الله عز وجل لهم الهداية، والرسول صلى الله عليه وسلم رَسَمَ لنا خَطًّا مستقيما جَيِّدًا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
                    انتهى كلام الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى في شرح صحيح البخاري. 

مسألة الإنكار على من يأخذ بفتوى العلماء في جواز الإنتخابات


كلام الشيخ خالد بن عبد الرحمن المصري-حفظه الله- في مسألة الإنكار على من يأخذ بفتوى العلماء في جواز الإنتخابات من باب اختيار الأقل شرَاً...
كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن الجزائري

http://im78.gulfup.com/Aq0EpT.jpg
التّفريغ:

السّؤال:

هل يُبدّع أو يُشدّد على من يذهب إلى الانتخابات لينتخب، ويقول أن بعض العلماء يفتون بجواز الانتخاب عملاً بأقلّ المفسدتين وبأن يختار الأقلَّ شرًّا؟

الجواب:
أوّلاً: قد بيَّنتُ أنّ علماءنا كلّهم لا خلاف بينهم البتّة بأنّ الانتخابات وأنّ الأغلبيّة وأنّ اعتبار الأغلبيّة في الانتخابات من الفُجّار أو الفُسّاق أو الكفّار أنّه نظام باطل جاء من الغرب كما صرّح كلّ علمائنا بهذا الشّيخ الألباني وابن عثيمين وابن باز والعبّاد لا خلاف؛ الخلاف بين علماءنا إذا وقع الأمر وهو باطل حينئذ هل تُعتزل تلك الفرق ولا يُتداخل في هذا الأمر؟ أم أنّه يُنتخب الأصلح وإن كان باعتبار الأقلّ شرًّا؟ هذا فيه قولان لعلمائنا فصّلتُ كلا القولين في دروس الانتخابات في الثّلاثة أشرطة وبيّنتُ أنّ علماءنا على قولين وذكرت أسماء كلّ طائفة مع الحُجّة وبيّنتُ القول الرّاجح، وقد ذكرتُ هُنا أنّ مسائل الخلاف تنقسم إلى قسمين:
مسائل لم يقُم الدليل على الرّاجح فيها وحينئذ لا ينبغي أن يُنكر أحدٌ على أحدٍ كالقراءة خلف الإمام في الصّلاة الجهريّة أو ما أشبه ذلك من المسائل كمسّ الذّكر ينقض الوضوء أم لا؟ ونحو هذا.
ومسائل: اختلف فيها العلماء فالمُصيب له أجران والمُخطئ له أجر واحد إذا اتّضح الدّليل وقام البرهان وقد بيّنتُ أنّ هذه المسألة بالأدلّة الشّرعيّة وقواعدها تدلّ تلك الأدلّة الشّرعيّة والقواعد على أنّه يحرم الدّخول في هذه الانتخابات وأنّه لا يجوز أن يُرتكبَ ما يُقال بأخفّ الضّررين في غير اضطرار فإنّك إذا لم تنتخب لن تهلك، إذًا ولا يُرتكب الحرام إلاّ عند الاضطرار وقد ذكرتُ الأمرَ مُفصّلاً هناك في الثلاثة أشرطة فلا أعيد.

ولذلك أقول: لا شكَّ أنّنا نرى أنّ من شارك أو سيُشارك أنّه مخطئ ونُنكر عليه فإن نزع بفتوى بعض علمائنا والتزم بقواعد علمائنا لم يُطعن فيه؛ وأمَّا إن نزع بفتوى بعض علمائنا وخالفهم في القواعد يُطعن فيه وهذا أمرٌ مُهمٌّ جدًّا بمعنى: أنّه تبنّى قول بعض العلماء كالعلاّمة ابن عثيمين قال: هذه الانتخابات باطلة وحرام وعمل بالدّيمقراطيّة الباطلة قال: ولكن يرتكب أخفّ الضّررين؛ ولكن: قواعد ابن عثيمين واضحة لا يرى التّحزّب ولا يرى إنشاء الأحزاب ولا يرى العمل بالدّيمقراطيّة ولا يرى التّناحر على المُلك ولا يرى تأييد الجماعات على منهجها الباطل ولا يرى أنّ هذه الانتخابات هي وسيلةٌ شرعيّة وإنّما هي وسيلة اضطرار عنده كأكل الميتة فمن قال بقول العلاّمة ابن عثيمين وإخوانه من أهل العلم الذين انفصلوا إلى اختيار الأخفّ ووافق العلماء على قواعدهم فهو معذور من هذا الباب كما نعذر علماءنا ولا يجوز الطّعن فيه.

وأمّا إن تضرّع بفتوى علمائنا أعني بعضهم فدخل في الانتخابات وأقام الصّور وأقام الجماعات والأحزاب ودعا إلى حزب سياسيّ أو جماعة إسلامية وناصر منهج الجماعات وتقاتل وتناحر على المُلك وطلب السّلطة لنفسه ورأى أن كل هذه الجماعات تخدم الإسلام على اختلاف وتضارب وتضادّ مناهجها هذا في الحقيقة يتضرّع بفتوى بعض العلماء وهو مخالف لهم في قواعدهم فهذا يُطعن فيه لأنّه في الحقيقة يسلك مسلك أهل البدع.

إذًا: هاهنا حالتان:
واحد: يأخذ بفتوى العلماء وينتخب الأقلّ ضررًا أو الأخفَّ مفسدةً وهو يُوافق العلماء في قواعدهم نُنكر عليه ولكن لا يُطعن فيه.
الآخر: وهو يتضرّع بفتوى بعض علمائنا وهو حزبيٌّ بغيض صاحب بدعة يُثني على أهل البدع وعلى الجماعات والأحزاب هذا لا كرامة له نُنكر عليه وهو مطعون فيه لمخالفته قواعد أهل السُّنّة والعلم.
هذا ما عندي في إيضاح هذا؛ واضح!!.اهـ

وفرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
04 / جمادى الثانية / 1433هـ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

هل من السنة تطويل الشعر

هل من السنة تطويل الشعر - العلامة صالح الفوزان حفظه الله

https://www.youtube.com/watch?v=WyH3lVyQqSA 

 

كيف تتخلص من قرح الفم

قرح الفم هي إصابات مؤلمة في الفم ، وقد تكون صفراء أو بيضاء محاطة بمنطقة حمراء ، وأسباب قرح الفم تشمل مشاكل في الجهاز المناعي ، أو عض اللخد من الداخل او اللسان. ويمكن ان تحدث أيضا بسبب الضغوط النفسية ، نقص فيتامين بي 12 ، تغيرات في الهرمونات او حساسية ضد أنواع من الطعام ، ويمكن أن تختفي قرح الفم عادة خلال أسبوع وتسبب صعوبة في الكلام ، الأكل و الشرب وخلال هذا الوقت تكون هذه القرح مؤلمة وتسبب صعوبة في الاكل والشرب .
images
الخطوة الاولي :
يمكن التخلص من قرح الفم عن طريق حكها بقطعة من الثوم يوميا ، الاليسين هو مستخرج الثوم والذي يعمل كمضاد للفيروسات ومطهر عام ، الثوم ايضا يرطب القرح والفم ويسرع من الالتئام ، قم بحك القرحة بنصف قطعة ثوم لمدة دقيقة ثم اشطف فمك بالماء خلال ساعة .
الخطوة الثانية :
اشطف الفم بماء اكسجين يوميا ، ويعمل كمطهر ، ويعمل علي تقليل البكتيريا والالتهابات .باستعمال قطنة اغمس طرفها في ماء اكسجين وقم بحك القرحة بلطف وغطي القرحة بلطف ، واتركها لمدة دقيقة او دقيقتين ، ثم ازلها .
الخطوة الثالثة :
استعمل لاصق الكركم يوميا وهو يعمل كمسحوق مضاد للعدوي ومطهر وملطف للقرح ، امزج 3 معالق شاي من هذا المسحوق مع ملعقة واحدة من الماء لتحوله الي مسحوق لاصق وضعه علي قطنة لتغطي بها علي القرحة .اتركها علي القرحة لمدة دقيقتين ، وازلها لاحقا .
الخطوة الرابعة :
اغسل فمك يوميا بالماء والملح ، زيت النعناع يمكن ان يعطي راحة من الالم والتهيج ، ويسرع من سرعة الالتئام ، باستعمال قطعة قطن نظيفة قم بحك القرحة بلطف بالزيت واتركها لمدة 15 دقيقة ثم ابصق القطعة وقم بالمضمضة جيدا .

مواقف مشرقة من حياة السلف

مواقف مشرقة من حياة السلف

هدي السلف في قراءة القرآن
عن عطاء بن السائب أن أبا عبد الرحمن السلمي قال: "أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعملوا مما فيهن، فكنا نتعلم القرآن والعمل به، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء، لا يجاوز تراقيهم".
عن إبراهيم قال: "كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال.

عن ابن شذوب قال: كان عروة بن الزبير يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظراً، ويقوم به الليل، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، وكان وقع فيها الآكله فنُشرت.

قال سلام بن أبي مطيع: "كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة.

وروى إسحاق المسيبي عن نافع قال: "لما غُسِّل أبو جعفر القارئ، نظروا ما بين نحره إلى فؤاده كورقة المصحف، فما شك من حضره أنه نور القرآن.

قال يحيى الحماني: "لما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية، فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة".

وقال أحمد بن ثعلبة: سمعت سلم بن ميمون الخواص يقول: "قلت لنفسي: يا نفس، اقرئي القرآن كأنك سمعتيه من الله حين تكلّم به، فجاءت الحلاوة".
🔸▫
▪عن الأعمش قال: "كان يحيى بن وثّاب من أحسن الناس قراءة، ربما اشتهيت أن أقبل رأسه من حسن قراءته، وكان إذا قرأ لا تسمع في المسجد حركة، كأن ليس في المسجد أحد".
▫🔸▫🔸▫
▪قال أبو بكر بن الحداد: "أخذت نفسي بما رواه الربيع عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة، فأكثر ما قدرت عليه تسعا وخمسين ختمة، وأتيت في غير رمضان بثلاثين ختمة".
▫🔸▫🔸▫
اللهم وفقنا لطاعتك واغفر لنا ذنوبنا وارحمنابرحمتك يا ارحم الراحمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

بالفيديو (2014) داعش الخارجية : لا يقام الشرع إلا بالسلاح وقطف الرؤوس - ورد قوي من العلامة رسلان ج1

جزء من الفيلم الرسمي للفرقة الخارجية الهالكه داعش (الدولة الاسلامية بالعراق والشام) إصدار 2014 وفيه مقاتليهم وهم يزعمون بأن الشريعة لا تقام إلا بالسلاح وقطف الرؤوس - ورد علمي تأصيلي قوي من شيخنا اعلم المجاهد أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله.
https://www.youtube.com/watch?v=U2iywzAJIsM
==============================
أخوكم في الله أبو إسلام السلفي المصري
FB:islamshady8@hotmail.com
قناتي على اليوتيوب http://www.youtube.com/user/SalafizationPart2
صفحتي على تويتر:https://twitter.com/islamshady8
صفحتي على الفايس بوك: https://www.facebook.com/islamdesigns
موقع حقيقة الإخوان المسلمين www.anti-ikhwan.com/


الجيل الذى سيطبق الشريعة

من وصايا الشيخ زيد المدخلي للنسآء

من وصايا الشيخ زيد المدخلي للنسآء
-----------------------------------
" أن تحذر المرأة من الغفلة ، وألا تجعل همتها اللباس و المأكل والمشرب وإنما تكون همتها أعلى من ذلك أن تتفقه في الدين وأن تنشر الحق وتنشر الإسلام وأن تكون متمسكة بما جاء بالكتاب والسنة فيما يخص النساء كالحجاب ، بحيث لا يجوز للمرأة أن تظهر أمام الرجال ويرى شئ من جسدها إلا مستورة سترا كاملا .
حتى قال الأمام أحمد رحمه الله حتى ظفرها الذي تمشي به الأرض لابد أن تستره لأن لا ينكشف فيراه الرجال. "


شجرة الشهوات



أضر الأمور على العبد أن يقول : سوف أتوب ، وسوف أعمل صالحاً ، ولكن الشيطان يقول له : إلى أن تكبر ، أنت مازلت شاباً فتمتع بشبابك ، فيستمر على المعاصي ، وقد يخطفه الموت وهو في ريعان الشباب .
وإذا عجز عن التوبة اليوم ، فهو في المستقبل أعجز .

فمثل من يؤجل التوبة والإقلاع عن الذنوب ،كمثل من أراد أن يقلع شجرة من فناء داره فوجدها راسخة الجذور في الأرض ثابتة ، فقال : أعود إليها في العام المقبل فأقتلعها ، وما علم أن الشجرة في العام المقبل سوف تزداد رسوخاً في الأرض ، وسوف يزدد هو ضعفاً كذلك .

شجرة الشهوات : كلما استمر العبد على المعاصي وأكثر منها تزداد رسوخاً في أرض قلبه ،ويزداد هو بالمداومة على المعاصي ضعفاً ، فلا يزال العبد يزداد محبة للشهوات وضعفاً عن الإقلاع عنها حتى ينزل عليه الموت ، وهو على هذه الحال .
قال ابن القيم رحمه الله :
كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة ؟

أحذر أن ينطبق عليك هذا المثال .

وهذا مثل يضرب للإنسان الغافل اللاهي الذي لا يعبأ بمصيره ، فغن مثله كمثل الكبش الذي يأكل ويشرب ، والسكين التي سوف يذبح بها تشحذ أمامه ، والتنُّور يسجر استعدادا لطهيه ، وهو مع ذلك لا يرى إلا شهوته ، فإذا كان هذا لائقاً بالحيوان فإنه لا يليق بالآدمي العاقل الذي يفهم ويقدر العواقب .
قال ثابت البناني رحمه الله :
أي عبد أعظم حالا من عبد يأتيه ملك الموت وحده ، ويدخل قبره وحده ، ويوقف بين يدي الله وحده ، ومع ذلك ذنوب كثيرة ونعم من الله كثيرة .

كــــيــــف تــــواجــــه الــــشــــهــــوة ؟

1 : تقوية الوازع الإيماني :
بالإكثار من العبادات بجميع أنواعها . من قراءة القرآن ، وذكر الله ، وحضور الدروس ، والمحافظة على الأذكار في جميع الأوقات والمواظبة على الصلوات في المساجد .
2 : الصحبة والبيئة الصالحة :
التي لا تذكر بالمعصية إذا كنت بعيداً عنها ، فضلاً عن أن تعينك على ارتكابها ، والتي تذكرك إذا نسيت أو غفلت ، وتعينك على كل خير وطاعة ، وكما قيل :"الصاحب ساحب ".
3 : الابتعاد عن الأجواء المحركة للشهوات :
من رؤية النساء ، أو الاختلاط بهن ، أو مطالعة المجلات أو الفضائيات التي تحرك الشهوات وتدعو إليها .
4 : كثرة الدعاء :
وكان من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم :" ..... وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ..... " ( الدعاء الذي بعد التشهد ) .
" اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " .
" اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك " .
حـجـبـت الـنـار بـالـشـهـوات ، وحـجـبـت الـجـنـة بـالـمـكـاره :

عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حجبت النار بالشهوات ، وحجبت الجنة بالمكاره "( متفق عليه ) ، وفي رواية لمسلمٍ : " حُفَّتْ " بَدَلَ " حُجِبَتْ " وهو بمعناهُ .
قال الإمام النووي :
أي بينه وبينها هذا الحجاب ، فإذا فعله دخلها .

فاجتناب المحرمات وفعل الواجبات مكروه إلى النفوس وشديد عليها ، فإذا أكرهت نفسك على ترك هذه المحرمات ، وفعل الواجبات فهذا من أسباب دخول الجنة .
تأمل هذا الكلام جيداً .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
واعلم علم إنسان مجرب أنك إذا أكرهت نفسك على طاعة الله ، أحببت الطاعة وألفتها ، وصرت بعد ما كنت تكرهها تأبى نفسك إذا أردت أن تتخلف عنها .
ونحن نجد بعض الناس يكره أن يصلي مع الجماعة ، ويثقل عليه ذلك عندما يبدأ في فعله ، لكن إذا به بعد فترة تكون الصلاة مع الجماعة قرة عينه ، ولو تأمره ألا يصلي لا يطيعك ، فأنت عود نفسك وأكرهها أول الأمر ، وستلين لك فيما بعد وتنقاد

سبيل أهل الإسلام في نصيحة الولاة والحكام

نبذة مختصرة عن المحاضرة: ذكر نموذج من صنيع علماء السلف في نصح الولاة والحكام، وكيف كانت طريقتهم في الإنكار على الولاة، مع الرد على شبهة من شبهات الغرب بأن دين الإسلام دين وحشية وقتل!!
 
 
 
للاستماع والتحميل:
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=4766
 
ذكر نموذج من صنيع علماء السلف في نصح الولاة والحكام، وكيف كانت طريقتهم في الإنكار على الولاة، مع الرد على شبهة من شبهات الغرب بأن دين الإسلام دين وحشية وقتل!!
Read more at http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=4766#rAOEAuxE0PQ9yXtr.99
- See more at: http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=4766#sthash.y1VicpZp.dpuf

زوجي لا يعتذر عن أخطائه

السؤال

ملخص السؤال:
سيدة متزوجة منذ 23 عامًا، ولديها أولاد، زوجُها يقَصِّر في حقها ولا يعتذر، بل يراها هي المخطئة، وأخبرها بأنه يريد الزواج مِن فتاةٍ أخرى كان يحبها قديمًا، وتسأل: ماذا أفعل معه؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدةٌ متزوجة منذ 23 عامًا، ولديَّ أولادٌ، وأعمل موظفةٌ، ولا أبخل - ولله الحمد - على بيتي ولا على أولادي.

تكمُن مشكلتي في زوجي؛ إذ هو من النوع العنيد، ولا يعترف بخطئِه ولا يعتذر.

كثيرًا ما قصَّر في حقي، وكان يتركني وقت تعبي ويُسافر، حتى إنني دخلتُ المستشفى، وتعبتُ وقت سفره، وعندما جاء اجتهدتُ في استقباله، وكأن شيئًا لم يكنْ، لكن كل هذا لم يؤثرْ عليه في شيءٍ!

حاولتُ أن أتناقشَ معه بهدوء - بعد إجرائي لعملية جراحية صعبة في الجهاز التناسلي لإرضائه وإشباعه جنسيًّا - لكني فوجئتُ بأنه يقول لي: أريد أن أتزوَّج، ثم حدد لي فتاةً معينةً كان يحبها قديمًا!

صدمتُ من كلامه وتركتُه، وفي اليوم التالي عامَلْتُه كأنه لم يقلْ شيئًا، ثم أرسلتُ له رسالةً على هاتفه، وقلت له: هذا جزاءُ تحملي معك كل تلك السنوات، وفي النهاية تتذكَّر فتاة كنتَ تحبها قبل زواجنا، بدلًا من أن تدخل عليَّ الفرح بعد تعبي!

لم يردّ على رسالتي وقاطعني، ولم يعتذرْ حتى عن خطئه أو كلامه، بل يراني أنا المخطئة، أخبروني ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف معه؟
الجواب

بسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان

سلامٌ عليك، أما بعدُ:
فإنَّ مِن أهمِّ العلاقات الإنسانية، وأولاها بالتضحية وبذْل الجهد في سبيل إبقائها حيةً ومتعافيةً وصحيةً - علاقة المرء بزوجه.

في كتابها "Marriage Rules: A Manual for the Married and the Coupled Up"، وضعت المصنفةُ واختصاصية علم النفس والعلاقات الأسرية د. هارييت ليرنر ما يزيد عن مئة قاعدة لبناء زواجٍ ناجحٍ، تُغطي عشرة مواضيع مهمة في الزواج، ومِن تلك القواعد القاعدة رقم (49) التي تتضمن: "عدم المطالبة بالاعتذار"!

فبحسب الدكتورة ليرنر يجد كثيرٌ من الناس - والرجال على الخصوص - صعوبةً في الاعتذار، ويلجأ الكثير منهم إلى أساليب الاعتذار غير اللفظية كالحديث وكأنَّ شيئًا لم يكنْ، أو شراء هدية أو المزاح، ونحو ذلك من الأساليب غير اللفظية؛ عِوَضًا عن كلمات الاعتذار المباشرة؛ نحو: (آسف، وأعتذر)، وهو ما ينبغي على كلِّ زوجة أن تعيَه وتفهمه وتتقبله؛ مِن أجْل الحفاظ على علاقة زوجيةٍ قويةٍ ومستمرةٍ.

ثم بعد أن تهدأ النفوسُ يُمكنك فتْح موضوع الاعتذار مع زوجك، ومدى أهميته لك ولعلاقتكما معًا، ولكن حذار مِن الدخول في نقاشٍ يتسم بالشدِّ والجذْب، وينتهي بالزعل في آخر الأمر.

بعد ثلاثة وعشرين عامًا من زواجه بك، هل كنت تتصورين أن تلك "الحبيبة" لم تزلْ على حالها الأول؟ ألم تتزوج هي الأخرى؟ ولو أراد الزواج بها هل كان سينتظر كل هذا الوقت ليتزوج؟!

يُكَرِّر الرجال نغمة الزواج الثاني كثيرًا، غير أن الغالبية منهم لا يُنَفِّذونه على اختلاف دوافعهم وأسبابهم، إلا أن مجرد التنويه بالموضوع والتلويح به يُوحي بوجود خَلَلٍ في العلاقة الزوجية، وأهم أسباب هذا الخلَل الروتين والاعتياد، فاسعَيْ جاهدةً لكَسْرِ حلقة الاعتياد التي تتسع مع الزمن؛ لأنها مِن أشد الأسلحة فتْكًا بالعلاقة الزوجية السعيدة!

أدرك أن إجراءك مثل تلك العملية أمرٌ في غاية الصعوبة والألم، وهو تعبيرٌ مُخلص ومقدّر عن حرصك الكبير على إرضاء زوجك وإشباعه جنسيًّا - فجزيتِ خيرًا - إلا أن هناك تفاصيل عدة لا تقِلُّ أهميتها عن الإشباع الجنسي عند الأزواج، وتغفل عنها كثير من الزوجات، مع أنها تُحْدِث فارقًا كبيرًا في نفوس أزواجهنَّ؛ كالمديح، والشكر، والتشجيع الإيجابي، والتقدير، وتجنُّب النَّقْد، والإصغاء لمجرد الإصغاء، وترْك المسافة الكافية للخلوة، أو زيارة الأصدقاء، وعدم الإلحاح العاطفي والمادي، ونحو ذلك من الأمور التي أرجو أن تأخذي بها في رحلة التجديد هذه.

مع سؤال الله تعالى أن يقرَّ بك عين زوجك، وأن يرزقه ودّك، ويجمع شمْلكما بالسرور والاستقرار، وعسى الله بمنه وكرمه أن يستجيب.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب

أ عائشة الحكمى

زوجي سيتزوج الثالثة!

السؤال

ملخص السؤال:
سيدة متزوجةٌ كزوجةٍ ثانيةٍ، مشكلتها أن زوجها صريح معها بدرجة كبيرةٍ، وسوف يتزوج زوجة ثالثة، وهي لا تتحمَّل ذلك، وتريد الطلاق، لكنها تخاف على أولادها، وتسأل: هل تطلب الطلاق أو لا؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجةٌ، وأنا الزوجةُ الثانيةُ، والمشكلةُ أن زوجي صريحٌ معي لدرجة تتعبني.

أنا متزوجة منذ 10 سنوات، ولديَّ طفلان، والآن هو خَطَبَ فتاةً مُطَلَّقة ولديها طفلان، وهي صديقة لي منذ سنوات.

المشكلة أنَّ زوجي مُتعلِّقٌ بها بدرجةٍ كبيرةٍ، ومسرورٌ جدًّا بالزواج منها، بينما تحرقني الغيرةُ. والمشكلةُ أنه لا يُداري، ويخبرني بأنه يشعُر معها بالأمان بشكلٍ كبيرٍ، ويحكي لي كل شيء عنها.

أريد أن أخبره بأن هذا الكلام يجرحني، لكني لا أريد أن أحرجه، خاصَّة أنه يَثِق فيَّ جدًّا، وأتمنى أن أجد عملًا، أو أكمل دراستي لكي أنسى زوجي.

لا أستطيع التحمل أكثر مِن ذلك؛ فهو لا يَعْدِل بيني وبين الأولى، ويُفَضِّلها في السكن والمصروف والسفر، وكل طلباتها مُجابة، بحجة أنها الكبيرة.

والآن تزوَّج الثالثة، وهو متعلِّق بها جدًّا، والتقصيرُ تجاهي زاد، وأريد أن أطلبَ الطلاق منه، لكني أخاف على أطفالي في ظل الطلاق، ولا أستطيع أن أحرمهم منه، أو أحرمه منهم!

أفيدوني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا
الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهلًا بك أختي في شبكة الألوكة.

أُقَدِّر أحاسيسك تمامًا، وأرى أنك تتمتعين بصفةٍ لا يجيدها الكثيرُ مِن الناس، ألا وهي: الإنصات، وهي التي وجدها لديك زوجُك، وهذا ما جَعَلَهُ يَبُثُّ لك جميع ما يختلج في صدره وعقله.

وأريد منك أن تُحَوِّلي هذه الصفة للاستماع الفَعَّال؛ وهو تلخيص ما يقوله زوجُك وسرْده عليه بعد فراغه؛ أي: قولي بعد أن يُحَدِّثك: "أنت تقول كذا وكذا؟"، فإن قال: نعم، قولي: لكني أشعر نتيجة ذلك بكذا وكذا، وبثي له مشاعرك بكل هدوءٍ، وبدون أي انفعال سوى البكاء إن رغبتِ في ذلك، وستُفاجئين عزيزتي بأنه لا يعلم عن مشاعرك؛ لأنك ببساطة لم تخبريه بها مِن قَبْلُ.

ذكرتِ أن زوجته الثالثة صديقة مُطلقة لك منذ سنوات، وأغلب الظن أنك أنت مَن جعلتِ زوجك يحبها ويتزوجها، والسببُ حديثُك عنها أمامه في عددٍ مِن المناسبات؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تصف المرأةُ المرأةَ لزَوْجِها، تنعتها كأنه ينظُر إليها))، وهذا للأسف ما تفعَلُه كثيرٌ مِن النساء!

حتى وإن اتَّخَذ منك زوجك صديقةً ومستشارةً، فلا ينبغي أن تُطْلِعيه أنت على كلِّ ما لديك، وإن كان محتواك فارغًا فسيبحث عن غيرك بالتأكيد.

عزيزتي، قدر الله وما شاء فعل، لكن هذا لا يعني نهاية العالم؛ فأنت شابةٌ وشبه مُتفرِّغة الآن بعد زواج زوجك، فهذه فرصتُك لتُكملي دراستك، وتعتني بتربية أطفالك تربيةً يُفاخر زوجك بها في المستقبل بين جميع أولاده.

مارسي هواياتك، أو تعلَّمي هِوايات جديدةً؛ فالدنيا لا تقف على رجلٍ، وستُقابلين الله وحدك، فاستعدِّي لموقفك؛ ﴿ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 95]، أي: لا ناصر ولا مجير إلا الله وحده لا شريك له، فيحكم في خلقه بما يشاء، هو العادلُ الذي لا يظلم مِثقال ذرَّة، ولا يظلِم أحدًا.

لا أنصحك أبدًا بالانفِصال، والصبر يأتي بالتصبر

وفقك الله ويَسَّر لك الخير والسعادة

إذا لم تجز الانتخابات فكيف الوصول إلى الحكم و إقامة الدولة الإسلامية؟

إذا لم تجز الانتخابات فكيف الوصول إلى الحكم و إقامة الدولة الإسلامية؟
الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله


السائل : لماذا لا تجوز الانتخابات ؟ وكيف الوصول إلى إقامة الدّولة المسلمة ؟

الشيخ : هذا بحث طويل أنا أقول بإيجاز الانتخابات طريقة أوروبيّة شركيّة وثنيّة لأنّها قائمة على خلاف المنهج الإسلامي في كثير من الأمور من ذلك أنّ قوله تعالى (( وأمرهم شورى بينهم )) لا يشمل كلّ المسلمين صالحهم و طالحهم , عالمهم وجالهم وإنّما يقصد (( وأمرهم شورى بينهم )) الخاصّة منهم إيمانا وعلما وفهما ومعرفة بأحوال النّاس و حاجاتهم فضلا عن أنّ هذه الآية الكريمة الّتي هي الأصل في مجلس الشّورى لا يعني المؤمن والكافر أمّا الانتخابات المعروفة فهي لا تفرّق أوّلا بين مسلم وكافر , وثانيا بالأولى و الأحرى أن لا تفرّق بين المؤمن الصّالح و الطّالح , بين المؤمن العالم والمؤمن الجاهل , وهذا أمر معروف ومشاهد في كلّ الدّول الّتي تتبنّى نظام الانتخابات على طريقة البرلمانات لذلك نعتقد أنّه لا يجوز للدّولة المسلمة أن تستنّ بسنّة هؤلاء المشركين الّذين يصحّ لنا أن نخاطبهم بقول ربّ العالمين (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون ))

أماذا كيف يمكن استئناف الحياة الإسلاميّة و إقامة الدّولة المسلمة فهذه في الحقيقة من أهمّ المسائل ألّتي تشغل بال الدّعاة الإسلاميّين اليوم , وهم مختلفون مع الأسف الشّديد أشدّ الاختلاف ونحن من منطلقنا , من قول نبيّنا صلّى الله عليه و سلّم في خطبه كلّها ( وخير الهدى هدى محمّد ) نرى أنّ استئناف الحياة الإسلاميّة و إقامة الدّولة المسلمة يجب أن تكون بنفس الطّريقة الّتي جرى عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى مكّن الله له و لأصحابه في الأرض و أقام دولة الإسلام وقضى على دولة الكفر ذلك بالنّسبة إلينا يتلخّص في كلمتين وشرحهما يحتاج إلى محاضرات عديدة وهناك تسجيلات متكرّرة في تفصيل هاتين الكلمتين وهما التّصفية والتّربية تصفية الإسلام ممّا دخل فيه في كلّ النّواحي الشّرعيّة فيما يتعلّق بالعقائد وما يتعلّق بالرّقائق وما يتعلّق بالأحاديث تمييز صحيحها من ضعيفها وما يتعلّق بالفقه وما دخل فيه من آراء مخالفة للسّنّة الصّريحة , ثمّ أخيرا تصفية الإسلام من التّصوّف الّذي فيه كثير من الانحرافات و أخطرها القول بوحدة الوجود , هذا القول الّذي هو كفر باتّفاق علماء المسلمين ولكنّه مع الأسف الشّديد يلتقي مع قول لبعض الفرق الإسلاميّة و لاتزال قائمة في عصرنا هذا هم الّذين يقولون إذا سئلوا السّؤال النّبويّ ( أين الله ؟ ) قالوا الله في كلّ مكان هذه هي فكرة وحدة الوجود حينئذ لا بدّ من تصفية هذا الدّين من هذه الأمور الدّخيلة على هذا التّفصيل المجمل الّذي ذكرته

والشّيء الثّاني قلت التّصفية و التّربية , التّربية , تربية المسلمين على هذا الإسلام المصفّى وحينئذ يوم يسير المسلمون على هذه التّصفية و يربّون أنفسهم وأهليهم على ذلك يومئذ تبدأ تظهر تباشير تحقيق المجتمع الإسلاميّ ثمّ إقامة الدّولة المسلمة .

أمّا وبقاء كلّ شيء على ما ورثناه وفيه الغثّ و السّمين كما يقال فهذا مثله كمثل الدّواء الّذي خلط فيه الدّاء فهو إن لم يزد المريض مرضا فسوف لا يحصل به الشّفاء , ذلك مثل الإسلام إذا لم يصفّ ممّا دخل فيه من هذا التّفصيل الموجز الّذي ذكرته آنفا , نعم .
من سلسلة الهدى والنور
الشريط رقم : 399
الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله

سامحيني لا أستطيع توديع جثمانك


سامحيني

لا أستطيع توديع جثمانك

http://im45.gulfup.com/Y0v1sQ.jpg

 

أَسكَتَ نبأُ وفاتك يا بنت الخالة كلَّ حرف؛ لأقول في إجابتي على اتصال هاتفي: إن من أخبرني بالخبر قد يكذب عليَّ! لكنه لم يكذب عليَّ؛ لأني ودعتُكِ آخر مرة وأنتِ على فراش المرض، ليصلني نبأُ رحيلك؛ لذلك صدقت بعد ثوانٍ عديدة ما استقبلته من خبر أنه صحيح قد رحلتِ عن الدنيا وللأبد!

أكملتُ الخُطَى بعد إبعاد الهاتف عن مسمعي، ولست أعرف إلى أين أتَّجِهُ، ولكن في ذاكرتي العميقة أنا عائدة للبيت، لم أضل الطريق ولله الحمد؛ لأني كنت على طول المسافة أفكر فيكِ يا صديقتي العزيزة، وأتذكر ابتسامتك الحلوة، وأتشجَّع بإيمانك النقي...، حتى إني كنت أبتسم مع خيال صورتك الجميلة؛ لأنك كنت فعلاً جميلة بتواضعك وأدبك وخفة دمك التي كانت تروقني دائمًا!

وأطلب لقاءكِ في العديد من المرات؛ لأنسى معك الهموم، وأتذكر وإياك رحلات الحياة الكثيفة، كانت كذلك لأنها كانت تطرح في قلبي وقلبك العديدَ من التساؤلات عن مصير نوع من الناس يتجنَّبُ الشر دائمًا، ويبحث له عن الخير ومراسيله ليتنسَّمَ مع الصباح أملاً ورِقَّةً وحنانًا.

لكن لماذا رحلتِ هكذا فجأة من غير أن أرقب فيك الموت القريب؟!
هل كان الموت قريبًا منك ولم أكن أدري؟
هل أحسستِ به ورحلتِ عني في هدوء حتى لا تزعجيني؛ حبًّا منك لي، والذي كان طاهرًا وبريئًا كبراءة ابتسامتك؟
أشتاق لك اللحظة وأنت تحت الثَّرى!
أحنُّ لرؤياك وأنت ميتة الآن!
لمن تركتِ حقيبة أسراري من بعدِك؟
ولمن أحكي حكايا تُنفِّسُ ضغط الحياة عليَّ؟

لن أجد بديلاً لك يا صديقتي قبل أن تكوني ابنةَ خالتي، لن أجد لي سندًا يُروِّحُ عني قلقي، ويُبدِّدُ من بين عيوني خوفي من المستقبل، والذي منذ أن سمعت بخبر وفاتك لم أعد أفكر في المستقبل؛ لأني لست أضمن شيئًا بعد رحيلك.

لكن أصر في سؤالي: لمن تركتني وأنا أشتاق لك الآن؟
هل يكون مقدَّرًا عليَّ أن يرحلَ الأحباب في عملة الصفاء إلى الأبد، في زمن قل ما أجد لي مُعِينًا يفهم آهاتي، ويسامر معي حديثًا شائقًا؟!

لا لا، ربما يكذبون عليَّ! أو ربما أنا من يكذب على نفسي اللحظةَ حتى لا أنهار حينما أفكر أنك رحلتِ ومن غير عودة!

لقد حضَّرْتُ لك ما طلبتِه من لوازم كنت تحبينها، لمن أُسلِّمُها الآن؟!
هل أحتفظ بها لأتذكرَ أني لم ألتقِ بكِ لأسلمك إياها؟!

لا لا، أنت حية في قلبي، ولست أقتنع أنك رحلتِ، سأحتفظ بصوت ضحكتك ونظرة عينيك الجميلتين حينما أحكي لك نكتًا تذهل فيك حيرة قلبك المتعب هو الآخر...، وتطلبين غيرها لتطول الساعة ولا تشعرين أن الوقت يمر فتصمِّمين العودة لبيتك، لا لا كان مجرد خبر لم أسمعه جيدًا ربما!

لكنها الحقيقة حتى لو لم أسمعها، هي حقيقة أنك رحلتِ ولم تودِّعيني، ووفاءً مني لهذا الكرم منك أخبرك غاليتي: أني لا أقدر على توديع جثمانك، صدقًا لا أقدر؛ لأني أحتفظ بذكرى توديعي لأناس رحلوا غلاوتهم فاقتْ كل تصور، ولست أقدر على إعادة نفس اللقطة، فلا داعي غاليتي أن تخدشي كرامة قلبي الجريح؛ حتى لا يخدش الجرح هو الآخر.

نعم الموت حقيقة، وكأسٌ كل الناس ستشرب منه، لكنْ مرٌّ مَذاقُه، وسكنٌ مآله في جنات النعيم، سامحيني غاليتي! لست أقدر على توديعك، وإن كانت لقطات الوداع أتصوَّرُها ولو لم أعشها؛ لأني سأبحث عنك في بيتك في لقطة جنونية مني، أو في نسيان بتناسٍ مقصود مني أنك رحلتِ.

اهنئي قريرة العين؛ فأنت في قلبي ساكنة، ولست أُخمِدُ مصباح حبي لك؛ لأنك ستظلين حية ما حييتُ، واعذريني بشدة ألف مرة؛ لأني لم أودعك إلى مثواك؛ لأني لا أقدر على ترقب رحيل الجثمان من بين يديَّ إلى قبره، سأظل أحبك كثيرًا.. نوال.

أ سميرة بيطام

رسالة إلى شباب الجامعات المصرية






  ذكر نصائح العلامة البشير الإبراهيمي - رحمه الله - لطلاب العلم، مع التحذير من الخيانة، وبيان سوء هذا الخُلُق وحكمه، وكيف يصون العلمَ أهلُه، وذكر قصيدة الجرجاني - رحمه الله - في وصف العالم الأَبِي والاعتزاز بالعلم وسمو الهمة، مع الدعوة إلى حسن النية في طلب العلم.

للاستماع والتحميل:
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=4764

فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه مطوية في فضل معاوية رضي الله عنه انتقيتها من مقالة"معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وشبهات المغرضين" للشيخ سالم العجمي حفظه الله.

فمما لا جدال فيه بين العقلاء أنّ مِن أعظم الناس ِفضلاً؛ صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الذين بلغوا مراتب الكمال, واهتدى بهم الضلال, واختصهم الله بأعظم الفضائل وأطيب الخصال، وما وُجِد خُلقٌ إلا وقد أخذ منه الصحابةُ الحظّ الأوفر, وسبقوا إليهِ سبقاً عظيماً.

ومن أولئك الصحب الكرام أميرُ المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، الذي شرفه الله بصحبة نبيه، فكانمن أفاضل أصحابه، وأصدقِهم لهجة وأكثرِهم حلماً وعدلاً.وقد ثبت له من الفضائل الخاصة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على علو شأنه، ورفيع منزلته، وكريمِ سجاياه.

ولو لم يكن له من الفضل إلا شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم لكفى، فكيف وقد خصه النبي صلى الله عليه وسلم بفضائل وأوصاف تدل على عظيم سابقته وجليل قدره.

قال ابن القيم رحمه الله : « فما صح عندهم في مناقب الصحابة على العموم ومناقب قريش، فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه».

فمما ورد في فضائله رضي الله عنه، قول عمير بن سعد رضي الله عنه: لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"اللهم أجعله هادياً مهدياً وأهد به".

عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم علِّم معاوية الكتاب وقِهِ العذاب".

وعن أم حرام بنت ملحان قالت رضي الله عنها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:« أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا »، قالت أم حرام: قلت : يا رسول الله أنا فيهم؟ قال:« أنت فيهم » ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: « أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر-أي القسطنطينية- مغفور لهم» ، فقلت : أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال:« لا ».

قال أهل العلم: هذا الحديث فيه منقبة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وذلك لأنه أول من غزا البحر، ومعنى أوجبوا: أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة، أو أوجبوا لأنفسهم المغفرة والرحمة.

ومن فضائله رضي الله عنه أنه كان أحد كتاب الوحي:

قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله ثلاثٌ أعطِنيهن.قال: نعم. قال : عندي أحسنُ العرب وأجمله أمُّ حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها. قال: نعم. قال:ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك. قال: نعم. قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين. قال: نعم.

قال الإمام أحمد : معاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل.

ومن فضائله أنه خال المؤمنين:

قال أبو يعلى: «ويسمى إخوة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوال المؤمنين, ولسنا نريد بذلك أنهم أخوال في الحقيقة , كأخوال الأمهات من النسب, وإنما نريد أنهم في حكم الأخوال في بعض الأحكام , وهو التعظيم لهم».
وقال هارون بن عبد الله لأحمد بن حنبل: « جاءني كتاب من الرَّقة أن قوماً قالوا: لا نقول معاوية خال المؤمنين فغضب وقال: ما اعتراضهم في هذا الموضع ؟ يُجفون حتى يتوبوا ».

قال الإمام أحمد: « أقول : معاوية خال المؤمنين , وابن عمر خال المؤمنين؟ قال: نعم معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم, وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم».

ومن مناقبه أن عمر رضي الله عنه ولاه على الشام، وأقره عثمان أيضا مدة خلافته كلها، وحسبك بمن يوليه عمر وعثمان رضي الله عنهما على الشام نحواً من عشرين سنة فيضبطه ولا يعرف عنه عجز ولا خيانة.

قال أهل العلم :« واتفاق كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، وهما من هما في الفضل والصحبة، ولهما المكان الأعلى والمثل من الورع والدين والتقى وسداد الرأي وحسن الفكر وتمام النظر على تأمير معاوية على الشام لهو أكبر دليل على فضل معاوية واستحقاقه لهذه المنزلة.

وقال الذهبي:« حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم – وهو ثغر – فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه.. فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه، وسعة نفسه وقوة دهائه.. وكان محبباً على رعيته، عمل على نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة، ولم يهجه أحد في دولته، بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم».

وقد أقام في إمارته على دمشق الشام هذه المدة الطويلة ، فلم يشك أحد منه، ولا اتهمه بجور ولا مظلمة، بل ساس الناس بالعدل والحلم فسُرَّت به البلاد، واغتبط به العباد.

والله أعلم

أعد المطويات أبو أسامة سمير الجزائري

قدم لها الشيخ علي الرملي حفظه الله المشرف العام على شبكة الدين القيم

تذكير الأحباء بفوائد وحكم الابتلاء

تذكير الأحباء بفوائد وحكم الابتلاء


تذكير الأحباء بفوائد وحكم الابتلاء
أ- من الناحية اللغوية:
قال ابن فارس في مقاييسه (1 - 293): "بُلِيَ الإنسانُ وابْتُلِيَ، وهذا من الامتحان، وهو الاختبار، وقال:
بُلِيتُ وَفِقْدَانُ الحَبِيبِ بَلِيَّةٌ ** وَكَمْ مِنْ كَرِيمٍ يُبْتَلَى ثُمَّ يَصْبِرُ

وقال الجعديُّ في البلاء أنّهُ الاختبار:
كَفَانِي البَلاءُ وَإِنِّي امْرُؤٌ ** إِذَا مَا تَبَيَّنْتُ لَمْ أَرْتَبِ".

ب- من النَّاحية الشَّرعيَّة:
النَّاظر في المدارك الشَّرعيَّة يجد أنَّ الابتلاء لم يَخرج في المفهوم الشَّرعي عن المعنى اللغويّ من الاختبار والامتِحان، فمن ذلك قولُ الله - تعالى -: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾ [البقرة: 124].

قال ابن جرير (1 - 571): وإذ اختبر، وقال القرطبي (2 - 93): الامتحان والاختبار.

ومن ذلك قوله - سبحانه -: ﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ ﴾ [الأعراف: 249]، وقال - سبحانه -: ﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى ﴾ [النساء: 6]؛ قال السعدي (1 - 164): الابتلاء: هو الاختبار والامتِحان.

وقال - جلَّ ذِكرُه -: ﴿ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الأعراف: 168]، قال ابن جرير (6 - 104): "واختبرْناهم بالرَّخاء في العيش والخفْض في الدّنيا والدَّعة والسَّعة في الرّزق، وهي (الحسنات) الَّتي ذكرَها - جلَّ ثناؤُه - ويعني بـ (السيّئات) الشّدَّة في العيش والشَّظف فيه، والمصائب والرَّزايا في الأموال، (لعلَّهم يرجعون) يقول: ليرْجِعوا إلى طاعة ربّهم، وينيبوا إليْها، ويتوبوا من معاصيه".

ولكن ليس من صريح الابتِلاء - أي: الاختِبار - قولُه تعالى: ﴿ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأعراف: 163]؛ لأنَّه هنا بمعنى العقوبة، وقد يستشْعر منه ذلك المعنى أيضًا، ولو حُمِل على الاختِبار والامتحان؛ لأنَّه - تعالى - اختبرَهم بما يعلم أنَّهم لن يستقيموا فيه على أمر الله تعالى، فهو في حقيقتِه عقوبة وإن كان ظاهرُه الاختِبار والامتحان، وعلَّل الله - تعالى - ذلك بفسقهم وخروجهم عن الطاعة.

وأمَّا من السنَّة، فقد روى البخاري (ح 1352) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخلت امرأةٌ معها ابنتان لها تسأل، فلم تجِدْ عندي شيئًا غير تمرة، فأعطيتُها إيَّاها، فقسمتْها بين ابنتيْها ولم تأكُل منها، ثمَّ قامتْ فخرجت، فدخل النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- علينا فأخبرتُه، فقال: ((مَن ابتُلي من هذه البناتِ بشيء كُنَّ له سترًا من النَّار)).

وروى أيضًا (ح5329) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنَّ الله قال: إذا ابتليْتُ عبدي بحبيبتَيْه فصبر، عوَّضته منهما الجنَّة)).

حقيقة الابتِلاء وتوْصيفه:
الله - تبارك وتعالى - يعلم كلَّ شيء، ومُحيط بكلّ شيء، ولا يَغيب عنه شيء، ولا يَخرج عن علْمِه شيء، وهذا من المسلَّمات والمعلومات من الدّين بالضَّرورة، والله - تعالى - لا يظلِم أحدًا؛ فالاختِبار حينئذٍ من باب إقامة الحجَّة، وعدم مؤاخذة العباد بِما في علم الله تعالى، ولكن ليخرج علْمه إلى المشاهدة، وتشْهد عليهم أنفسهم وأيديهم وأرجلُهم وألسنتُهم، ويشهد عليهم الخلقُ من الثَّقلَين والملائكة، وتشهد عليهم صحائف الأعمال؛ إقامةً للحجَّة، ودفعًا للمجادلة والمخاصمة بين يدَي الله - تعالى.

فالابتِلاء كائن ليتحقَّق ما في علم الله - تعالى - في المشاهدة، ولتوفَّى كلّ نفس ما عملتْ، وتُجازى بِما كسبتْ من ردّ فعل تجاه الابتلاء والاختِبار، الَّذي وُضِع للمرْء في مُختلف أمور حياتِه.

قِسما الابتلاء:
عندما أطلقتُ نظري وفكري - الكليلَين - في النّصوص، وتدبَّرت أمر الاختِبار والابتِلاء والامتِحان، هداني التدبّر إلى أنَّ الابتلاء قد ينقسم إلى قسمَين باعتبار الغاية الإلهيَّة من الاختبار، فينقسم إلى:
1- ابتِلاء كوني قدَري:
وهذا النَّوع من الابتِلاء يظهر فيه حقيقة آثار الأسْماء الرَّبَّانيَّة، والصّفات الإلهيَّة، فإذا ما ابْتلى الله - تعالى - العبد بالذّنوب، فقد قدَّرها عليه وقدَّر وقوعَها، وأرادها إرادة كونيَّة قدريَّة؛ ليتحقَّق من رجوع العبْد وإنابته واستِغْفاره الآثارُ الَّتي تشتمل عليها الأسماء الرَّبَّانيَّة من الغفَّار والسّتّير والتَّوَّاب والعفُوّ.

وكذلك من هذا النَّوع ابتِلاء الله - تعالى - مَن علِم أنَّه لا يرتدع ولا ينْزجِر بالمعاصي والذّنوب والآثام والمعاصي، وغير ذلك من المرادات الكونيَّة والمكروهات الشَّرعيَّة؛ لأجل غاية وحكمة، وهي ما في قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: 96 - 97].

وقوله - تعالى -: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [هود: 119].

وقوله - تعالى -: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا ﴾ [مريم: 75]

2- ابتلاء شرعي:
وهذا النَّوع يكون المراد منه والغاية المترتبة عليه إخراج أعْمال العباد إلى حيّز المشاهدة؛ من باب إقامة الحجَّة، وقطعِ طريق المنازعة والمخاصمة والمجادلة.

ومدار هذا النَّوع على موافقة الأمر الشَّرعي فعلاً وتركًا، وامتِثال الأمر الشَّرعي والعمل على ما يُريده الله - تعالى - ويحبّه.

ما يكون به الابتلاء:
نصَّ الله - تعالى - في كتابه العزيز أنَّ الابتلاء يكون بالخير والشَّرّ؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35].

وقال - جلَّ ذِكْره -: ﴿ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الأعراف: 168]، فالله - تعالى - يبتلي العبد بما يحبّه وترضاه نفسُه بحكم الطَّبع والجبلَّة، ويختبره بما تأْباه النَّفس وتتألَّم منه بحكم الطَّبع والجبلَّة.

ولكن لُيعلم أنَّ الخير والشَّرَّ هنا ليس مقصودًا به أفعال الله تعالى، ولكنْ مقصود به المفْعولات من وجهة نظر واعتِبار البشر، فهم الذين يقسمون المفعولات وما يقع لهم إلى خيرٍ وشرّ بحسب أصل الجبلَّة وما تألفه النَّفس بطبعها.

أمَّا النَّفس المؤمنة، فهي التي ترى أفعال الله - تعالى - على حقيقتِها، وهي أنَّ أفعال الله - سبحانَه - كلّها خير، والدَّليل على أنَّ أفعال الله - تعالى - كلّها خير، وأنَّ هذه الخيريَّة لا تراها إلاَّ النَّفس المؤْمنة فتتقلَّب معها على الوجْه الَّذي يتوافق مع المراد الإلهي، ما رواه مسلم (ح64) من حديث صُهَيب - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((عجبًا لأمر المؤمِن إنَّ أمرَه كلّه خير، وليس ذاك لأحدٍ إلاَّ للمؤمن؛ إن أصابتْه سرَّاء شكَرَ، فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضرَّاء صبر، فكان خيرًا له)).

فالنَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- جعل أمر المؤمن كلّه خيرًا، فكلّ ما يقع له ويعْرِض له في حياتِه، في أمر دنياه ودينه، كلّه له خير، ولا يكون ذلك إلاَّ لنفسٍ مؤمنة تُدرك تلك الخيريَّة، فتأتي مع كلّ حال بما يتوافق معه ويستلزمه من الأقْوال والأعمال.

وعدَّد الله - تعالى - صور الابتلاء المختلفة مما يتعلَّق بالإنسان من أمور مادّيَّة ومعنويَّة، داخليَّة وخارجيَّة، فرديَّة وجماعيَّة، فقال - جلَّ ذِكْرُه -: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].

وظاهر هذه الآية أن هذه الأمور من الأشياء الَّتي لا تحبّها النَّفس ولا تألفها، وتسبّب لها ألمًا، ويكون الابتلاء بها اختبارًا للعبوديَّة عند هذه الأحوال.

ولكن إذا ما تدبَّر المرْء هذه الآية جيّدًا، وانفكَّ عما يُملى عليه من توْجيهات وتفسيرات تجْعل فهْمه منحصرًا في حيّز ضيّق، ومع التَّقيّد بالضَّوابط الصَّحيحة للتَّفسير والفهْم للقُرآن - يجِد أنَّ هذه الآية تصلح لجانبَي الابتِلاء؛ أي: الابتِلاء بالسَّرَّاء والضَّرَّاء، وهذا يظهر من خِلال ما يلي:
الابتِلاء قد يكون بالإحساسات القلبيَّة الدَّاخليَّة من الخوف والفزَع والهلع والقلَق والاضطراب بسبب العدوِّ والعواقب، كما أنَّه يكون بسبب خشْية عدم تقبّل الأعمال، أو بالخشْية المفروضة على العبد تجاه الرَّبّ المالك القاهر الخالق الرَّازق المدبّر لأمر السَّموات والأرض، وهذا مقام من مقامات العبوديَّة، ورُتْبة من رتَب القيام بالغاية من الخلْق.

والابتلاء قد يكون بالجوع والضَّعف والمرَض والعطش، والحاجات الجسمانية، والأزمات الاقتصاديَّة ونحو ذلك، كما أنَّه يكون بالصَّوم المفروض والمنْذور وصوم الكفَّارات والتطوّع.

والابتِلاء قد يكون بفقْد المال والتّجارة بالخسارة أو السَّرقة أو الغصْب أو غير ذلك، كما أن الابتِلاء يكون بالزَّكاة والصَّدقة والمواساة والنَّفقة على الأهل والأقارب، والعطايا والهديَّة ومختلف صور البذْل في سبيل الله - تعالى.

والابتلاء بالأنفُس يكون بنقصها بالموت والقتل وتسلّط الأعداء، كما أنَّه بالاستشهاد في سبيل الله - تعالى - والاستشهاد في الهدْم والغرق ونحو ذلك.

والابتلاء في الثَّمرات بألاَّ تُعطي الحقول زرْعَها بإذن الله تعالى؛ لآفة ونحو ذلك، كما أنَّه يكون بالواجبات والمستحبَّات من أنواع البذْل المتعلّق بالثّمار كالزَّكاة والصَّدقة.

الحكم البالغة والغايات الربانية من الابتلاء:
النَّاظر في القُرآن الكريم يجد أنَّ الله - تعالى - قد قدَّر الابتِلاء والاختبار للكثير من الحِكَم والغايات، الَّتي إذا ما اطَّلعتْ عليها النّفوس السويَّة، والقلوب المؤمنة، والعقول السليمة أذْعنت بالاستِسْلام لله - تعالى - ورفعتْ راية العبوديَّة والخضوع في عزَّة ورفعة وسموّ، بكوْن المرء عبدًا لله - تعالى - متَّبعًا لشرْعِه من كتاب وسنَّة.

وليُعلم أنَّ الغايات والحِكَم الَّتي يدور عليها الابتِلاء الشَّرعي ترْجِع إلى قاعدة واحدة، وهي: أيوافق المرء مراد الله - تعالى - منه عند الابتِلاء أم لا؟

ومن هذه الحِكَم الإلهيَّة والغايات الرَّبَّانيَّة ما يلي:
1- قال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 7]، فالغاية من الخلْق، وتَهيِئة الكون، وكثرة النِّعم: الاختِبارُ لمن يعمل العمَل الصَّالح فيُجازى عليه، ومن يعمل العمل الفاسد فيُؤاخَذ به.

2- قال تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2 - 3]، فالآية دليلٌ على إظْهار عادة الله - تعالى - في ابتِلاء الأقوام، كما أنَّها دليلٌ في أصْل الابتِلاء والاختِبار ليظهر في المشاهدة المطيع من العاصي.

3- ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [محمد: 31]، فالغاية معرفة الصَّادق من الكاذِب، والمؤمن من المنافق والكافر عِلْمَ مشاهدة؛ لتترتَّب عليه المحاسبة والمؤاخذة.

4- قال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214]، فالابتِلاء سبيل لاستنْزال النَّصر وهزيمة الأعداء، وإظهار الخشوع والخضوع والتضرّع في سبيل النَّصر ورفْع راية التَّوحيد، بالإضافة إلى اتّباع السنَن الرَّبَّانيَّة في التَّصفية قبل التَّحلية، والتهيئة قبل التَّمكين.

5- قال الله - تعالى -: ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 140 - 141]، فالله - تعالى - جعل الابتلاء سببًا من أسباب رفْع الدَّرجات كما في شأْن الشُّهداء والمؤمنين، وخفْضها كما في حال الكافِرين.

7- ظهور آثار الأسماء والصّفات الرَّبَّانيَّة من خلال الأقدار الكونيَّة، وهذا يُفيده ما روى مسلم (ح2749) من حديث أبِي هُريْرة مرفوعًا: ((والَّذي نفسي بيده، لو لَم تُذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقومٍ يُذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم))، فالحديث يفيد أنَّ الله - تعالى - قد يُقدر الذَّنب كونًا مع كراهته له شرعًا؛ ليغفِر لعباده ويمنّ عليْهم بآثار اسمِه الغفور ووصْف المغفرة والستر والعفو.

الواجب على المسلم عند الابتلاء:
1- العمل بمقتضى الإيمان؛ من الاستِسْلام لقضاء الله وقدَره، بصدْر منشرِح مذْعن لأمر الله تعالى، وإن كان يتألَّم بالطَّبع والجبلَّة.

2- الصَّبر في الضَّرَّاء، والشّكْر في السَّرَّاء:
فإذا ما كان الابتِلاء بالضَّرَّاء، فالصَّبر بحبس النَّفس عن الاعتِراض والتسخُّط، وعدم الإتيان بالمخالفات القلبيَّة والقوليَّة والفعليَّة من مظاهر الاعتِراض على قدر الله تعالى، ثمَّ التضرّع واللّجوء إلى الله - تعالى - مصداقًا لمفهوم قولِه - سبحانه -: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 42 - 43].

فالله - تعالى - أنكر على هؤلاء أنَّهم لمَّا جاءهم الابتِلاء بشيءٍ من الشّدَّة لم يتضرَّعوا ولم يفزعوا إلى الله تعالى، ولم يلتزموا العبوديَّة وإظهار مراسم الطَّاعة والانقِياد والاستِعانة والتوكُّل، فعلِمْنا أنَّ هذا ليس دأبَ المؤمنين، وليس بمحبوب لله ربّ العالمين.

وإذا ما كان بالخير والرَّخاء فالشُّكر، كما في قول الله - تعالى -: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، ومن ذلك قوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

ويؤيّد ذلك من السنَّة ما روى مسلم (ح64) من حديث صُهيب - رضِي الله عنْه - مرفوعًا: ((عجبًا لأمْر المؤمن إنَّ أمرَه كلّه خير، وليس ذاك لأحدٍ إلاَّ للمؤمن؛ إن أصابتْه سرَّاء شكَرَ، فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضرَّاء صبر، فكان خيرًا له)).

3- إظهار لوازم الصَّبر من كفّ النَّفس وحبس القلب والجوارح عن مظاهر التسخُّط، والفزع إلى الاستِعانة بالصَّلاة والدّعاء والتَّضرّع والابتِهال إلى الله - تعالى.

4- العمل بالشُّكر قلبًا ولسانًا، وإظْهار الشُّكر في صورة أفعال يَعود خيرُها على الفرد والمجتمع.

5- عدم التسرُّع في الحكم على ما به الابتِلاء أنَّه من الخير أو الشَّرّ؛ لأنَّ مقاييس الخير والشَّرّ عند الله - تعالى - وأحوال التَّكريم الرَّبَّانية كثيرًا ما تَختلِف عن الظّنون البشريَّة، كما في قوله - تعالى -: ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا ﴾ [الفجر: 15 - 17].

فالرَّخاء والبأس والشدَّة ليستْ هي العلاماتِ الحقيقيَّةَ على تكريم الله - تعالى - للعبْد، وليستْ هي الدَّلائلَ على رضا الله - تعالى - عن العبْد أو سخطه عليْه.

6- الوقوف مع النَّفس والأخْذ في المحاسبة؛ لأنَّ الله - تعالى - قد أخبر في كتابه أنَّ ما ابتُلي به الإنسان فإنَّه من نفسه وبسبب صنيعه، كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، وقوله - سبحانه -: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].

7- الاسترشاد بقصَص السَّالفين من الأنبِياء والصّدّيقين والصَّالحين، وكيف كان دأبهم مع الابتِلاء، وكيف كانوا عند مُراد الله - تعالى - إذا ما فُتِنوا واختبروا، وكيف أنَّهم جعلوا الابتِلاء بأنواعه مرقاةً في الدَّرجات، ورفعةً في سُلَّم العبوديَّة وتحصيل رضوان الله - تعالى - مصداقًا لقوله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111].

والحمد لله ربّ العالَمين

حديث: ( يا معاذ، والله إني لأحبك)

حديث: ( يا معاذ، والله إني لأحبك)


حديث: (يا معاذ والله إني لأحبك)
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمًا ثُمَّ قَالَ: ((يَا مُعَاذُ، وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ)) فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا أُحِبُّكَ. قَالَ: ((أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)).

تخريج الحديث والتعليق عليه:
صحيح: وله عن معاذ طريقان:
الأول: يرويه عقبة بن مسلم التّجِيبي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي واختلف عنه:
فقال غير واحد: عن حَيْوة بن شريح قال سمعت عقبة بن مسلم يقول: ثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصُّنابحي عن معاذ أَنَّ رَسُولَ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ يوما، فَقَالَ: ((يَا مُعَاذُ، إِنِّي وَاللَّهِ أُحِبُّكَ))، فَقَالَ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ وَأَنَا أُحِبُّكَ، فَقَالَ: ((أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)).

وأوصى بذلك معاذُ الصنابحيَّ، وأوصى بذلك الصنابحيُّ أبا عبد الرحمن، وأوصى بذلك أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم.

أخرجه إسحاق في ((مسنده)) (نتائج الأفكار 2/ 282)، وأحمد (5/ 244-245)، وعبد بن حميد (120)، وأبو داود (1522)، والبزار (2661)، والنسائي في ((اليوم والليلة)) (109)، وفي ((الكبرى)) (1227، 9857)، وابن خزيمة (751)، وابن المنذر في ((الأوسط)) (3/ 228)، وابن حبان (2020و2021)، والطبراني في ((الكبير)) (20/ 210)، وفي ((الدعاء)) (654)، والحاكم (1/ 273و3/ 273-274)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (1/ 241و5/ 130)، والبيهقي في ((الدعوات)) (88)، وفي ((السنن الكبرى)) (18)، وفي ((الشعب)) (4410)، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (24/ 432)، والشجري في ((أماليه)) (1/ 239)، وأبو القاسم الأصبهاني في ((الترغيب)) (1290)، والمؤيد الطوسي في ((الأربعين)) (ص100)، والضياء المقدسي في ((حديث أبي عبد الرحمن المقرئ (49)، والذهبي في ((معجم الشيوخ)) (2/ 351)، والحافظ في ((نتائج الأفكار)) (2/ 281-282)، والمزي في ((تهذيب الكمال)) (28/ 111، 112)، وابن عساكر في ((تاريخه)) (16/ 116)، (17/ 19)، (61/ 308)، والقاضي عياض في ((الغنية)) (ص119)، وابن أبي الدنيا في ((الشكر)) (109)، وابن أبي يعلى في ((طبقات الحنفية)) (1/ 136)، والأيوبي في ((المناهل المسلسلة)) (ص25)، وغيرهم عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري.

وأحمد (5/ 247)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (690)، وأبو القاسم البغوي في ((الصحابة)) (2095)، والهيثم بن كليب (1343)، والطبراني في ((الدعاء)) (654)، وعبد الغني المقدسي في ((الدعاء)) (81)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (199) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل.

والنسائي (3/ 53)، وفي ((الكبرى)) (1227) عن عبد الله بن وهب.

وابن السني في ((اليوم والليلة)) (118) عن يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني.

والذهبي في ((معجم الشيوخ)) (2/ 350) عن الحكم بن عبدة.

خمستهم عن حيوة بن شري حبه.

ورواه ابن لهيعة عن عقبة بن مسلم فلم يذكر الصنابحي: أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (20/ 255) من طريق سعيد بن كثير بن عُفير المصري ثنا ابن لهيعة به.

وابن لهيعة ضعيف، والصحيح الأول.

قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط الشيخين.

وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد.

وقال النووي: إسناده صحيح. ((الأذكار)) (ص69) – ((الخلاصة)) (1/ 468).

وقال المؤيد الطوسي: حديث عزيز حسن.

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح؛ وتعقب الحاكمَ على قوله (على شرطهما) فقال: أما صحيح فصحيح، أما الشرط ففيه نظر، فإنهما لم يخرجه لعقبة، ولا البخاري لشيخه، ولا أخرجه من رواية الصنابحي عن معاذ شيئا.

قلت: وهو كما قال، والصنابحي اسمه عبد الرحمن بن عُسَيْلَة.

الثاني: يرويه ضمضم بن زرعة الحمصي عن شريح بن عبيد عن معاذ قال: فذكر نحوه.

أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (20/ 812)، وفي ((الشاميين)) (1650) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي عن ضمضم به.

وأخرجه في ((الكبير)) أيضا عن إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم به.

وكلا الإسنادين ضعيف، محمد بن إسماعيل بن عياش: قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا حملوه على أن يحدث فحدث، وقال أبو داود: لم يكن بذاك، وسألت عمرو بن عثمان عنه فذمه.

وإبراهيم بن محمد الحمصي: قال الذهبي في ((الميزان)): شيخ للطبراني غير معتمد.

وعبد الوهاب بن الضحاك متهم بوضع الحديث.

قلت: وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم وابن المنكدر مرسلا غير مقيد بدبر الصلاة.

ومشكوراً انظر: ((مجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (22/ 500، 501)، و((زاد المعاد)) لابن القيم (1/ 305)، والله أعلم.


مدونة شواطىء التائبين مدونة تهتم بأمور التوبة والتائبين,انشات المدونة في سنة 2014 ,انشات هذه المدونة للافادة والاستفادة ,ودائما نبحث عن الجديد لنحضره اليكم حصري وجديد ,لذا فادعمونا بتعليقاتكم المشجعة والتي تدعمنا كي نواصل ان شاء الله. وتابعونا واشتركوا معنا:

جميع الحقوق محفوظة لمدونةشواطىء التائبين2014

notifikasi
close