ثورة الحرائر وإهانة المصاحف !!
بيان أن العنف والكذب من الأصول الأصيلة في منهج الإخوان، وكشف حقيقة ودور الجهاز السري الخاص في الإخوان، وأن مبدأ الإخوان: (الغاية تبرر الوسيلة)، وذكر أن الإخوان سرح بني على العفن والضلال العقدي.
خطبة الجمعة 6 من صفر 1436هـ الموافق 28-11-2014م
بعنوان: (ثورة الحرائر وإهانة المصاحف !!)...
للشيخ محمد سعيد رسلان
للاستماع والتحميل:
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=4774
أنتم علمانيون بلحى
الكتاب المسموع للخطبة
الخطبة الأولى
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئآت أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
https://www.youtube.com/watch?v=cPTanXoQ9jQ
خطبة الجمعة
أنتم علمانيون بلحى
لفضيلة الشيخ : طلعت زهران - حفظه الله -
يوم الجمعة 2 ذي القعدة 1432هـ الموافق 30 سبتمبر 2011م
الكتاب المسموع للخطبة
الخطبة الأولى
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئآت أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [ آل عمران:102 ]
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [ النساء:1 ]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [ الأحزاب 70 ، 71 ]
واعلموا عباد الله أن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . أما بعد ..
فكيف يكون اختيار الحاكم في الإسلام ؟
لا يكون اختيار الحاكم في الإسلام مرضياً لله عز وجل إلا إذا كان على هدي خير هذه الأمة ، وخير هذه الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عنهم ، وسنة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ؛ سنة ملزمة ينبغي أن يسير المسلمون عليها في كل زمان ومكان ، ينبغي أن يسيروا عليها في القول والعمل والاعتقاد والسلوك وليس لهم أن يخالفوها بحال من الأحوال ، لأن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قد زكاهم الله وشهد لهم بالعدالة والأفضلية .
فأما العدالة : فإن الله عز وجل قال فيهم : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } [البقرة : 143]
هذه الآية فيها الشهادة بالعدالة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالصحاب رضوان الله عليهم هم الشهداء على الناس لعدلهم .
وأما أفضليتهم : فإن الله عز وجل قال : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } [آل عمران : 110]
فشهد الله عز وجل لهم بالعدالة والأفضلية ، وطالما شهد لهم بالعدالة والأفضلية فإنه لابد من اتباعهم لأنه من لم يتبعهم فقد شاقق الله والرسول واتبع غير سبيل المؤمنين ( يعني غير سبيل الصحابة رضوان الله عليهم ) ، وتوعده الله عز وجل { نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } [النساء : 115] .
فالصحابة رضوان الله تبارك وتعالى عليهم لهم العدالة والأفضلية ، ولذا كان الإمام مالك – رحمه الله – يعجبه قول عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – في قوله : سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده ( وولاة الأمر من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الخلفاء الراشدون ) سنناً الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستعانة بالله واستقامة على دين الله ، من عمل بها مهتدٍ ، ومن استنصر بها منصور ، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين ، ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً .
كلام عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – يبين أن السنة هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده ، الأخذ بها هو الدين والقوة والإعانة ، والاهتداء بها هو الاهتداء ، وتركها هزيمة وضلال ، والاستنصار بها نصره .
وكان عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – ينصح التابعين فيقول : من كان مستناً فليستن بأصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا على الهدى المستبين ، كانوا أبر هذه الأمة قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً وأقومها هدياً وأحسنها حالاً ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فكانوا على الهدى المستبين .
يأمرنا عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أن نتبع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال أيضاً : اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ( يعني يكفيكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
الله تبارك وتعالى زكى الصحابة - رضوان الله عليهم – وذكر أنهم هم الراشدون ، وذكر أنهم هم الصادقون ، وذكر أنهم هم المفلحون ، وبين أنه رضي عنهم ورضوا عنه ، وأنه ألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها ، وبين أن العالم لن يهتدي إلا بهدي الصحابة – رضوان الله تبارك وتعالى عليهم – قال : { فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ } [البقرة:137] ، ولذا مدحهم ابن القيم – رحمه الله – فقال : أولئكَ أصحـابُ النبيِ وحـزبهُ
ولولا هُمُ ما كانَ في الأرضِ مسلمُ
ولولا هُمُ كـادت تميـدُ بأهلها
ولكـن رواسيهـا وأوتادُهـا هُمُ
ولولا هُمُ كـانت ظلاماً بأهلها
ولكـن هُمُ فيهـا بدورٌ وأنجـمُ
فهم الجبال الرواسي ، وهم منارات الهدى ، وهم البدور والنجوم ، لا يسعنا مخالفة سنتهم بحال من الأحوال ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " تفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " ، قالوا : وما هي يا رسول الله ؟ قال : " ما أنا عليه اليوم وأصحابي " .
إذاً نقول إن سنة الصحابة - رضوان الله عليهم – ملزمة في القول والعمل والاعتقاد والسلوك ، فكيف تكون تولية الحاكم عند الصحابة – رضوان الله عليهم – ولا ينبغي أن تكون هناك صورة أخرى بعد تلك الصور .
فأما الصورة الأولى : فهي البيعة من طريق أهل الشوري أهل الحل والعقد .
وأما الصورة الثانية : فهي العهد ، أن يعهد الحاكم السابق إلى حاكم يليه .
وأما الصورة الثالثة : فهي ما يشبه العهد ، وهو أن يعهد الحاكم السابق إلى مجموعة يكون الاختيار بينهم .
وأما الصورة التي أقرها الصحابة فهي الصورة الاضطرارية الإجبارية ، وهي أن يقوم رجل بسيفه فيخرج على الحاكم المسلم فيزيحه ويتولى الحكم بالقوة ، فإن هدي الصحابة – رضوان الله تبارك وتعالى عليهم – أن ينتقلوا إلى بيعة من غلب ، لا توجد صورة أخرى يقرها الإسلام إلا تلك الصور .
فأما الصورة الأولى : فيروي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - في البخاري فيقول : لما قبض الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم اجتمعت الأنصار في ثقيفة بني ساعدة ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر – رضي الله عنه - ، وتخلف عنا علي والزبير وطلحة ، وتخلفت عنا الأنصار ، فقلت لأبي بكر : قم بنا نؤم الأنصار ( أي نقصد الأنصار ونذهب إليهم ) قم بنا نؤم الأنصار في ثقيفة بني ساعدة ، فقام معي أبو بكر وأبو عبيدة وأناس من المهاجرين ، فقاموا معي فذهبنا نؤم ثقيفة بين ساعدة ، فإذا الأنصار مجتمعون وبينهم رجل هو سعد بن عبادة – رضي الله عنه – فلما اجتمعنا إليهم قام رجل من الأنصار يخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إننا معشر الأنصار أنصار الله وكتيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنتم يا معشر المهاجرين رهط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذ يتكلم ، قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - : فلما رأيت أنهم يريدون أن يختزلوا هذا الأمر فيهم لاسيما لما قام الحباب بن المنذر – وهو أنصاري – فقال : منا أمير ومنكم أمير ، قال عمر : وكنت قد زورت مقالة في نفسي ( يعني أعددت مقالة أقولها ) ، فقمت لأتكلم فأشار إلي أبو بكر أن اسكت ، قال : فخشيت أن أعصي أبا بكر – رضي الله عنه – فقام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه وتكلم فما ترك شيئاً مما زورته في نفسي إلا قاله وأحسن ، وكان أوقر مني وأحلم ، وكان مما قال أبو بكر – رضي الله عنه - : يا معشر الأنصار ، لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أثنى عليكم وقال : " لو سلك الناس شِعباً وسلكتِ الأنصارُ شِعبا لسلكتُ شِعبَ الأنصار " ، يا معشر الأنصار إن الله عز وجل سمانا الصادقين وسماكم المفلحين ، وقد قال الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة:119] ، فلابد أن تكونوا معنا ، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وأنت قاعد يا سعد ( يعني سمعت أنت يا سعد بن عبادة مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : " إن هذا الأمر في قريش فبر الناس تبعاً لبرهم ، وفاجرهم تبعاً لفاجرهم " ، وقد سمعته وهو يقول : " الأئمة من قريش " ، فهذا الأمر فينا ، قال عمر - رضي الله عنه - : فقمت وقلت : يا أيها الناس ، لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يؤم بالناس فأيكم يحب أن يتقدم أبا بكر في الصلاة ؟ فقالت الأنصار : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر ، فقال عمر – رضي الله عنه - : لقد علمتم أن الله عز وجل قد اصطفى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكر صاحبه فقال : { ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ } [التوبة:40] فإنه أبو بكر ابسط يدك أبا بكر أبايعك ، فبسط الصديق – رضي الله عنه – يده فبايعه عمر ثم أبو عبيدة بن الجراح ثم تتابع الناس مهاجرين وأنصار يبايعون أبا بكر – رضي الله عنه –
بويع أبو بكر – رضي الله عنه – وكانت هذه البيعة ( تأمل فيها ) محصورة في رجال ثقيفة بني ساعدة ( يعني في خيار المهاجرين وفي خيار الأنصار ) كبار الصحابة – رضوان الله عليهم – وهم أهل الحل والعقد ( يعني أهل العلم وأهل الشوكة والقدرة والقوة وشيوخ القبائل ورؤسائها ) ، فهذه الصورة الصورة الأولى صورة اختيار الحاكم لا تكون إلا لصفوة الناس من كبار أهل العلم ، ومن كبار أصحاب الشوكة والقوة والتأثير في المجتمع الإسلامي ، هم يجتمعون إذا لم يكن في البلاد حاكم يجتمع هؤلاء الصفوة فيختارون من بينهم حاكما يصلح لهذه الإمارة ثم يبايعونه ويولونه وعندئذ يلزم بقية الناس أن يبايعوا هذا الحاكم ولا يخرجوا عن طاعته ، لأن أولئك الصفوة في ثقيفة بني ساعدة وقد لحق بهم الزبير وطلحة وعلي – رضي الله عنهم – قد بايعوا أبا بكر – رضي الله عنه – لأن هؤلاء الصفوة أقر بقية الصحابة والتابعون ببيعتهم ، جميع الصحابة في بقية بلاد المسلمين لا سيما في مكة – شرفها الله عز وجل – وفي تبوك واليمن وغيرها من البلاد التي فتحت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هل كانت هذه البيعة باختيار عموم الشعب ؟ هل ذهب الصحابة – رضوان الله عليهم – يستشيرون بقية أفراد المسلمين في أنحاء الجزيرة العربية ؟ لا ، لأن عامة الناس ليس لهم مدخل في اختيار الحاكم أبداً ، وإنما مدخلهم الوحيد هو الرضى بما يختاره أهل الحل والعقد ، ليس لهم أن يعترضوا ، وليس لهم أن يخرجوا عن تلك الطاعة ، ولا أن ينزعوا يداً من بيعة بحال من الأحوال ، ولذا لما بايعت تلك الصفوة أبا بكر – رضي الله عنه – لزمت تلك البيعة جميع المسلمين في كل مكان فرضوا بها وأقروا بها ، وهذا اجتهاد الأفاضل من أهل بدر ، وسعيد بن جبير – رحمه الله – يقول : ما لم يكن عند البدريين ديناً فليس بدين .
وأما الصورة الثانية : فهي أن الحاكم حين يشعر بدنو أجله ، أو حين يشعر بأنه لم يعد يستطيع أن يبقى في الحكم فله أن يختار الحاكم من بعده وعلى الأمة الإقرار بذلك ، وذلك لأن أبا بكر – رضي الله عنه – لما أقبل على لقاء ربه ( يعني لما اشتد مرضه ) وأيقن بأنه ملاقٍ الله عز وجل استشار فضلاء الصحابة ، ثم أرسل إلى عثمان بن عفان – رضي الله عنه – واستكتبه ( يعني أملاه كلاماً ) ، حمد الله وأثنى عليه ، وقال : من أبي بكر بن أبي قحافة الذي أشرف على الموت وعلى لقاء الله ، يوم يصدق الكاذب ، ويوقن الفاجر ، ويؤمن الكافر ، ثم قال أما بعد فإني استخلفت عليكم من بعدي عمر بن الخطاب وذلك لحسن ظني في عدله ، ويقيني فيه ، فإن عدل فذلك ظني فيه وعلمي به ، وإن بدل فسيوليه الله ما تولى { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } [الشعراء:227] ، والخير أردت ولا أعلم الغيب ، وإني توكلت على الله ربي وربكم ، وخرج عثمان – رضي الله عنه – بذلك العهد المكتوب من أبي بكر – رضي الله عنه – إلى المسلمين أنه ولى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ورضي الله عنه - ، وقبل الناس جميعاً بذلك العهد ، ولم يشذ عنه أحد ولم يخرج عليه أحد أبداً .
وأما ما يشبه ذلك فهو الذ حدث عند مقتل عمر – رضي الله عنه – فإنه لما قتل وقبل أن تخرج روحه لتلقى الله عز وجل أمر الصحابة والتابعين أمرهم وهو مسجى على الأرض وجرحه يثعب دماً ، قال : الخلافة بعدي في ستة من العشرة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ، فذكر الستة ، وأما الأربعة لم يذكرهم لأن أبا بكر أولهم وكان قد مات ، ولأن عمر ثانيهم وهو مشرف على الموت ، ولأن ابا عبيدة بن الجراح قد لقي الله عز وجل ، فذكر عثمان وعلياً ، والزبير وطلحة ، وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص ، وهم الباقون ، وكان سعيد بن زيد أيضاً قد لقي الله عز وجل ، فهم الستة الباقون من العشرة الذين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ، ولما قبض عمر – رضي الله عنه – اجتمع أولئك الستة فاختاروا من بينهم بعد مداولات ومشاورات اختاروا من بينهم عثمان بن عفان – رضي الله عنه – فنعم أمير المؤمنين هو .
إذاً هذه ثلاث صور ، الصورة الثالثة أشبه بالثانية ، غير أن الثانية فيها استخلاف لواحد ، والثالثة فيها استخلاف لستة ، وأما علي – رضي الله عنه – فإن عثمان لما قتل جاء أولئك المجرمون القتلة يبايعون علياً – رضي الله عنه – ففر منهم وأعرض عنهم ، فجاء كثير من الصحابة – رضوان الله عليهم – إلى علي وقالوا له : لابد لك من هذا الأمر لتنقذ الأمة ، فقال : والله إني لأستحي أن أضع يدي في يد رجال قتلوا عثمان – رضي الله عنه - ، ومالي لا استحي من رجل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره ، ويقول إني لأستحي منه لأن الملائكة تستحي من عثمان ، ووالله لا أقبل بيعة وعثمان – رضي الله عنه – لم يدفن بعد ، فالصحابة – رضوان الله عليهم – أسرعوا بدفن عثمان – رضي الله عنه – ورجعوا إلى علي لأن المجرمين ومنهم الغافقي المصري قائد كتيبة المصريين الذين قتلوا عثمان ، هذا الغافقي المجرم الملعون كان هو إمام الصلاة بالقوة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يدير المدينة ، وهدد أولئك المجرمون بقتل علي وطلحة والزبير وسائر الصحابة ثم ترك المدينة والإنصراف فعندئذ لم يجد علي – رضي الله عنه – بداً ولا مناصاً فاختاره بقية الصحابة – رضوان الله عليهم – وبايعوه فبيعته من الصورة الأولى يعني أهل الحل والعقد بايعوه .
وأما الصورة الرابعة فهي أنه إذا خرج نفر بالقوة بغاة على حاكم المسلمين ، إذا خرجوا بالقوة وتمكنوا وتمكن قائدهم من السلطة فعندئذ حقناً لدماء المسلمين يجب على المسلمين بيعته طالما استتب له الأمر وتمكن ، وهذا ما بينه لنا الصحابة رضوان الله عليهم ، وذلك أن خليفة المسلمين كان عبد الله بن الزبير – رضي الله عنهما – حكم المسلمين سبع سنين خليفة وهو صحابي ابن صحابي – رضي الله عنهما – وكان ورعاً تقياً عالماً ، ولكن خرج عليه عبد الملك بن مروان ، وخرج عليه طوائف جمة ضخمة وحشود من المصريين والشاميين وغيرهم ، وكانت لهم القوة والغلبة ، خرجوا عليه وضعف شأنه وضعفت قوته وانفض كثير من أنصاره من حوله فنصحه عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – نصحه أن يترك الخلافة وأن يترك الحكم طالما ضعفت شوكته وضعفت قوته حقناً لدماء المسلمين ، ولكن عبد الله بن الزبير لم يستجب ، والبيعة له والصحابة معه ولم يخرجوا عليه وكانوا ضد ذلك الخروج ، ولا يقبلون خروجاً من أحد عليه ، ولكن لما تمكن عبد الملك بن مروان ودخل الحجاج بن يوسف ودخل إلى مكة وضربها بالمنجانيق وحاصرها وقتل عبد الله بن الزبير وصلبه ؛ استتب الأمر لعبد الملك بن مراون ، عندئذ نادى أفضل الصحابة في ذلك الوقت وهو عبد الله بن عمر كان أفضل الناس في زمنه حينئذ ، نادى الناس أن يذهبوا إلى بيعة عبد الملك بن مروان ، وروى البخاري أنه أخذ أولاده وذهب لبيعته ونصح المسلمين ببيعة عبد الملك بن مروان حقناً لدماء المسلمين .
هل توجد صورة أخرى لتولية الحاكم في الإسلام ؟ لا .
هل يوجد أسلوب آخر لتولية الحاكم في الإسلام ؟ لا .
هل يجوز اتخاذ أسلوب آخر غير هذا ؟ لا .
كل أسلوب بعد ذلك غير هذه الأساليب فهو محرم ، ولذا لا ينبغي للناس إن فرض عليهم طريقة لاختيار الحاكم تخالف تلك الطرق السالفة الذكر ؛ لا يجوز للناس أن يشاركوا فيها أو أن يدعوا إليها أو أن يقنعوا الناس بها ، أو أن يقيموا الدعاية لها ، لا يجوز للناس أن يتبعوا طريقاً غير سبيل المؤمنين وإلا ولاهم الله ما تولوا وأصلاهم جهنم وساءت مصيراً .
[COLOR="rgb(46, 139, 87)"]الخطبة الثانية[/COLOR]
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد .
سيقول لك المرجفون في المدينة ومن في قلوبهم مرض ممن انحرفوا عن الطريق وشكلوا الأحزاب وسموها بالأحزاب الإسلامية التي ينبغي لكل من انضم إليها أن يعلن التوبة إلى الله عز وجل ، وأن يسارع بالإنسلاخ منها ، وينبغي لكل من سكت عليها أن يتوب إلى الله عز وجل وأن يحذر منها ، وينبغي لكل من رضي بها وسكت أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى وأن يعلن سخطه عليها ، سيقول لك المرجفون وأصحاب الأحزاب سيقولون لك : نسلك طريق الديموقراطية دون أن نؤمن بها ، ونحن ما زلنا على قولنا بأن الديموقراطية كفر صريح ولكننا لن نؤمن بها فقط سنتبعها حتى لا نترك الساحة للعلمانيين وغيرهم ، ولنا أن عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – لما ترك عمر الخلافة في ستة فإن عبد الرحمن بن عوف كان من أولئك الستة وأراد للناس أن يختاروا عثمان – رضي الله عنه – فكان يقرع بيوت الناس يسألهم ، ويسأل الرجال والنساء ، يدخل بيوت أهل المدينة أجمعين يسألهم ، ما تقولون في عثمان ؟ فيؤيدون ، ويسأل الرجال والنساء فيؤيدون ، فتلك طريقة ديموقراطية فيها الرجوع إلى عوام الشعب ، فلماذا لا نسلك هذا الطريق إذاً ؟
فقل لهم : أتكذبون على عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – وتجيزون ذلك الكذب ؟ إن هذا الأثر لا يصح سنداً ولا متناً ولا عقلاً ، فهو باطل ، فإن عبد الرحمن بن عوف لم يفعل هذا أبداً ، وإنما حصر عمر – رضي الله عنه – الخلافة في ستة ، فلم يعد يجوز لعبد الرحمن أن يسأل غيره ، وعبد الرحمن بن عوف أبقى الكلام في ستة وخلع نفسه أولاً وطلب من كل اثنين أن يتنازل أحدهما للآخر فبقي الأمر بين علي وعثمان ، ثم إنه اختار عثمان – رضي الله عنه - ، فالقول بأنه طاف على بيوت الناس يسألهم قول باطل سنداً ومتناً ، وأما عقلاً فإنه إن فعل ذلك فإنه يكون قد جار جوراً عظيماً لأنه إن كان ذلك يعني أن يسأل عموم أهل الإسلام فإنه إذا يكون قد سأل في أهل المدينة فقط ، فأين كما كان ينبغي عليه حسب زعم المرجفين كان ينبغي أن يذهب إلى أهل مكة يسألهم ، وينبغي أن يذهب إلى أهل مصر يسألهم ، وينبغي أن يذهب إلى أهل الشام والعراق واليمن وفارس وجميع البلاد المضمومة إلى المسلمين وجميع البلاد الإسلامية التي مات عمر – رضي الله عنه – وقد فتح أكثر أجزاء المعمورة المحيطة بأهل الإسلام في ذلك الوقت ، لو كان الأمر واجباً أن يستشير عموم المسلمين لكان ينبغي على عبد الرحمن بن عوف ألا يسأل أهل المدينة فقط ، وإنما كان ينبغي أن يسأل الجميع ، ولذا استشهادهم بهذا الأثر باطل ، وهم ما ذكروا هذا إلا اتباعاً لأهوائهم .
وبالتالي عباد الله لا يجوز بحال من الأحوال أن يلجأ الناس إلى عموم الشعب ليختاروا الحاكم فإنه ليس لعموم الشعب أن يشارك في هذه المسألة ومن شارك فهو آثم ، ولذا يا أيها المواطن إن كانت لك بطاقة إنتخابية فمزقها ، إياك أن تنضم إلى حزب ، وإياك أن تشارك في أي صندوق ، وليس لك أن تشارك في انتخابات مجلس الشعب فإنه لا يجوز أن يوجد في بلد إسلامي مجلس يسمى مجلس الشعب يشرع من دون الله ، وإياك أن تشارك في انتخابات مجلس الشورى فإنه ينبغي أن يكون في بلاد المسلمين مجلس شورى على شرط أن يختار الحاكم أعضاءه لا أن يختار الناس أعضاءه ، وأما الحاكم فإنه يختاره فقط أهل القوة والشوكة أهل الحل والعقد وليس لعموم الناس أن يتدخلوا في هذا الأمر بحال من الأحوال وإلا يكونون قد خالفوا سنة سيد المرسلين واتبعوا غير سبيل المؤمنين فسيوليهم الله ما تولوا ويصلهم جهنم وساءت مصيرا .
كما أنه يا عباد الله من عرض نفسه للإمارة ، وقال : اختاروني رئيساً لبلادكم أو أميراً عليكم فإنه لا يجوز اختياره بحال من الأحوال ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنا لا نعطي الإمارة من يطلبها ، وقد طلبها العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفض ، وطلبها أبو ذر - رضي الله عنه – فرفض ( أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، فمن قال : اختاروني أنا مرشحكم ، هذا برنامجي فإنه لا يجوز اختياره لأنا لا نعطي الإمارة من يطلبها ، كذلك هو يزكي نفسه حين يقول : اختاروني أنا خير من يمثلكم ، والله عز وجل قال : { فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } [النَّجم:32] ، فمن زكى نفسه فهو بعيد عن التقوى ولا ينبغي اختياره بحال من الأحوال .
فإذاً يا أيها الناس ليس لكم أن تخالفوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فليس لكم أن تسلكوا تلك الطرق الباطلة ، طريق الديموقراطية ، وطريق اختيار الناس للحاكم فإنه لا يجوز .
أما شبهة ترك الساحة فيقولون : هل نترك الساحة للعلمانيين والليبراليين نحن أولى بها نحن إسلاميون ، أنتم أولى بطريق الليبرالية ، أنتم غذاً ليبراليون ولكنكم بلحى ، أنتم إذاً علمانيون ولكنكم بلحى ، هذه الساحة وهذه الطريقة طريقة العلمانيين واليبراليين فإذا دخلتم معهم فإنكم إذا مثلهم ، لا تقعدوا معهم إنكم إذا مثلهم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } [المائدة:51] ، من تولى قوماً فهو منهم ، من اتخذ طريقة قوم فهو منهم ، أنت تريد أن تسلك طريق العلمانية لتنافس العلمانيين وأنت مثلهم علماني ولكن لك لحية ، أنت تريد أن تنافس الليبراليين ولكن لك لحية ، فما الفرق كلنا مسلمون والعبرة باتباع طريق النبي صلى الله عليه وسلم وباتباع منهاج الصحابة – رضوان الله تبارك وتعالى عليهم - .
طريق الحزبية ليس من الإسلام في شيء .
طريق تفريق الناس ليس من الإسلام في شيء .
لقد اجتمعوا أول أمس أتعرف كم اجتمعوا ؟ اجتمع ممثلون عن ستة وتسعين حزباً ، انقسم المصريون إلى ستة وتسعين حزباً فضلاً عن الجماعات وفضلاً عن غيرهم .
انقسم الناس تفرقوا وفرقوا دينهم وكانوا شيعاً ، تقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون ، فما لنا ولهذا ، ما لنا ولهذا ، نحن لنا طريق نسلكه ، ولنا هدي نتبعه ، ولنا مسار نسير فيه ، ولنا منهاج لا نحيد عنه أبداً ، هو منهاج الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واختم لنا منك بخاتمة السعادة أجمعين ، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا واهدنا سبل السلام واجعل القرءان العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا ومكن لدينك في الأرض وافتح له قلوب الناس ، وانصر دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قائمة بأسماء أولاد النبى صلى الله عليه و سلم
قائمة بأسماء أولاد النبى صلى الله عليه و سلم
- رزق الحبيب صلى الله عليه و سلم بثلاثة ابناء من الزكور و هم :
1- القاسم رضى الله عنه
2- عبد الله رضى الله عنه
3- إبراهيم رضى الله عنه
- كما رزق صلى الله عليه و سلم بأربع بنات و هن :
5- السيدة زينب رضى الله عنها و كانوا يسمونها زينب الكبرى لأنها اول مولود لرسول الله و تمييزا لها عن زينب الحفيدة ابنة شقيقتها فاطمة الزهراء رضى الله عنها و بنت الأمام على و كرم الله تعالى وجهه .
6- السيدة رقية رضى الله عنها
7- السيدة أم كلثوم رضى الله عنها
8- السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها
و قد ماتوا جميعاً فى حياة رسول الله عدا فاطمة الزهراء فهى التى ماتت بعد وفاته بستة أشهر و جميع أبناء الرسول من خديجة بنت خويلد رضى الله عنها , عدا إبراهيم ابنه من مارية القبطية فقط .
http://taebeen.com/vb/showthread.php?t=31376
براءة السعودية من تمويل الجماعات الإرهابية ماليا و فكريا
" براءة السعودية من تمويل الجماعات الإرهابية ماليا و فكريا "
========================== ============
في ظل الحرب النفسية التي تشعلها دول الاعداء ضد بلادنا و للاثارة الفتن
بيننا و بين اشقائنا كان لزاماً نشر التوعية في هذه القضية لقد فتن كثير من
المسلمين بنشر هذه الإشاعات و ترديدها دون نظر في النتائج، و دون نظر في
الشرور الناتجة عنها و دون اتباع السبل العلميه و الشرعيه فى البحث وراء كل
معلومه على هذه المواقع التواصل الاجتماعي
و قبل البدء في تفصيل هذه النقاط لابد من التنبيه على لأمر مهم جدا، ألا وهو :
أن الله سبحانه و تعالى جعل العلاج لقضية الإشاعة من خلال الناقلين لها من
المؤمنين أنفسهم دون التركيز على مصدر الإشاعة و ذلك لان مصدر الإشاعة قد
يكون من أهل النفاق أو من الكفار أو من الأعداء، و هؤلاء لا حيلة معهم، فان
من دأبهم نشر الإشاعة لإضعاف المسلمين
بين الحين والآخر تظهر أصوات في
مصر تروِّج الأكاذيب، وتنشر الإشاعات ضد المملكة العربية السعودية
وقيادتها وشعبها يعضهم يصف حسابات مذهبيه او ايدلوجيه
هذه الأصوات
التي يعرفها المصريون قبل غيرهم، هدفها إحداث الوقيعة بين أبناء البلدين
لأهداف لم تغب عن الآخرين وعن العرب جميعاً والشرفاء في مصر والسعودية،
وبما أنّ العرب يزدادون تماسكاً ويمكن لهم تجاوز أيّة محنة عند تفاهم
السعودية ومصر، وأنّ هاتين الدولتين المحوريتين يمكنهما قيادة الأمة
العربية إلى برّ الأمان
استمرت الهجمة المغرضة التي تبث سمومها عبر
وسائل الإعلام الغربية عناصر موالية للكيان الصهيوني وكتبة معادين لكل ما
هو عربي، حيث يتهم العرب والسعوديين على وجه الخصوص بتمويل الارهاب
والسؤال هنا الى متى يستمر طمس الحقائق وتضليل الرأي العام العربي و
العالمي، والى متى يستمر الإعلام العربي و الساسة و المغردين المضللين في
الافراط بالاعتماد على نقل الخبر والتحليلات المصاحبة من مصادر مثل رويترز
ومؤسسات إعلامية غربية أخرى تعادي السعودية و كيف نسمح لأنفسنا ان نكون
مدعين اكتشاف المخططات الصهيونية ونحن نخدمها بنشر سمومها و اشاعتها
المغرضة التي تريد النيل من وحدتنا و اثاره الفتن بين الشعوب
ولا
نريد توجيه الاتهامات لأحد ولكن نريد قول الحقيقة كاملة دون محاباة او
تحسين صورة أطراف معينة، خاصة وأن مؤسسات الإعلام الغربية لسبب او آخر
تتحاشى نشر أي خبر يسيئ لليهود. بل تقوم بتضخيم أي اشتباه لدور مسلم او
عربي بحيث تصدر أحياناً اتهامات باطلة وغير دقيقة
الإعلام الغربي وجه
التهم لأبناء السعودية بالذات. وبالفعل قامت وسائل الإعلام العربية بالنقل
الحرفي لكل ما أوردته الصحافة الأمريكية
لقد أثبتت الأحداث الحالية حول
العالم أن وسائل الإعلام الغربية أداة تستخدمها السلطات للضغط على الدول
والمجتمعات من أجل تمرير أهداف معينة ترغب أمريكا وحلفاؤها بلوغها
أما عن تمويل الدول العربية أو دول الخليج للجماعات الإرهابية المسلحة
أنها دعايات غير حقيقية أن المملكة العربية السعودية، والتي يلاحقها هذا
الاتهام دائما، بريئة منه بشكل كامل لأنها لا تدعم سوي الدول العربية ولا
تدعم أي منظمات أو حركات وأن نهجها منذ نشأتها هو الانحياز للمصالح
العربية، ولعلها تكون الدولة الوحيدة من ضمن دول قليلة جدا التي لا تتبادل
علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وبالتالي فهذه هي مجرد اتهامات غير
صحيحة
مصدر اشاعه ان " السعودية " حفظها الله تمول داعش خرج من امريكا
من "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" للكاتبة لوري بلوتكين بوغارت
و للاسف يتلقفها تلك الاشاعه بصدر رحب صاحب الغرض الخبيث و كل من يريد
اثارة الفتن على هذه الدوله من فرق الضلال و شياطين الانس ........
و للاسف لم يتعلموا الدرس وصاروا اداه جيده فى نشر فتن الامريكان و الانكي انهم يدعون انهم مكتشفون المخطط ... وهم اداه
========================== ==========
مصدر الإشاعة الرسمي و هذه مجموعه مقالات طبق الاصل لما ينقله الاعلام و
مشاهير الفيس واترك لكم المقارنه بين المقالات وبين ما يكتبه الساسه و
الاعلام المصري ....................
المصادر من مواقعها الرسميه :-
==================
المشكلة السعودية ورأس الأفعى
http:// www.washingtoninstitute.org /policy-analysis/view/ saudi-funding-of-isis
========================== =======
التمويل السعودي لـ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام
Saudi Funding of ISIS
http:// www.washingtoninstitute.org /policy-analysis/view/ saudi-funding-of-isis
================
الاندبيندينت :- المملكة العربية السعودية اكبر ممول لجماعات الإرهابية المسلحة
independent :- Saudi Arabia is 'biggest funder of terrorists'
http:// www.independent.co.uk/news/ world/middle-east/ saudi-arabia-is-biggest-fun der-of-terrorists-2152327. html
==================
التمويل السعودي القطري الإرهابيين الوهابيين في جميع أنحاء العالم
ISIS: Saudi-Qatari-Funded Wahhabi Terrorists Worldwide
http:// www.larouchepub.com/other/ 2014/4134wahhabi_terrs.html
==================
ويكيليكس : السعودية و الخليج مصدر لتمويل الإرهابيين
WikiLeaks cables assess terrorism funding in Saudi Arabia, Gulf states
http://edition.cnn.com/ 2010/WORLD/meast/12/06/ wikileaks.terrorism.funding /
======================
بي بي سي البريطانية :- ويكيليكس : السعودية و الخليج مصدر لتمويل الإرهابيين
http://www.bbc.co.uk/ arabic/middleeast/2010/12/ 101205_wikileakes_saudi.sht ml
=======================
المشكلة السعودية ورأس الأفعى
The Saudi Problem and the Head of the Snake
http:// www.washingtoninstitute.org /ar/policy-analysis/view/ the-saudi-problem-and-the-h ead-of-the-snake
========================== =============
المملكة العربية السعودية وراء الارهاب في المنطقة
Saudi Arabia behind terrorism in region
http://www.presstv.ir/ detail/2014/04/11/358098/ saudi-arabia-funds-terroris m-in-region/
=======================
المملكة العربية السعودية ترعى الإرهابيين الذين يقتلون المسلمين
Saudi Arabia sponsoring terrorists who kill Muslims
http://www.presstv.ir/ detail/2013/08/17/319126/ riyadh-funding-massacre-of- muslims/
========================
ويكيليكس : السعودية أكبر مصدر للأموال الإرهاب
WikiLeaks: Saudis Largest Source of Terror Funds
http://www.cbsnews.com/ news/ wikileaks-saudis-largest-so urce-of-terror-funds/
http://wikilinksnews.com/ wikileaks-news/ wikileaks-saudis-largest-so urce-of-terror-funds-cbs-n ews/
======================
ويكيليكس: " كبير ممولي تنظيم القاعدة " السعوديين
Wikileaks: Saudis 'chief funders of al-Qaeda
http:// www.telegraph.co.uk/news/ worldnews/wikileaks/ 8182847/ Wikileaks-Saudis-chief-fund ers-of-al-Qaeda.html
======================
ويكيليكس: " الممولين الرئيسيين للمسلحين السنة " السعوديين
Wikileaks: Saudis 'chief funders of Sunni militants'
http://www.bbc.co.uk/news/ world-middle-east-11923176
========================
المملكة العربية السعودية وقطر هي الجهات التي تمول داعش
Saudi Arabia, Qatar are the Funders of ISIS
http://larouchepac.com/ node/31070
=======================
داعش و ارهابها يتم تمويله من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية
The ISIS Islamic Terrorists are Supported by the US, Israel and Saudi Arabia
http:// www.globalresearch.ca/ the-isis-islamic-terrorists -are-supported-by-the-us-i srael-and-saudi-arabia/ 5396171
========================== ======
و الان نرد على اتهامات ان السعودية حرضت شيوخها للجهاد في سوريا
و قبل عرض الفتاوى الرسمية التي تحرم الجهاد في سوريا من قبل الحكومة و علماء السعودية
اذا حرض شيوخ مصريين على الجهاد في سوريا هل هذا معناه ان حكومة مصر و الدولة هي من ارسلتهم ؟!!!
هل يعقل ان تم القبض على ارهابيين بجنسيات سعودية هل هذا معناه ان الدولة السعودية متورطة ؟!!
اذن على هذا القياس الصبياني فمصر كدوله متورطة لوجود جنسيات مصريه فى الأراضي السورية تجاهد !!!!
جماعات الاخوان و شيوخ التكفيريين في كل بلده اسلاميه هم من حرضوا الشباب للجهاد و ليس العلماء و المؤسسات الدينيه لدوله
فرقوا واليكم ادله ان المؤسسات الرسمية بالسعودية حرمت ذلك الجهاد فى سوريا
=================
هيئة كبار العلماء السعودية تحرم " الجهاد في سوريا " بدون اذن السلطات
انظروا لتاريخ الفتوى 7/6/2012
http://www.elaph.com/Web/ news/2012/6/740713.html
==================
انظروا لتاريخ الفتوى 11 - 2004
مفتي المملكة يحذر من ( الجهاد ) في العراق
http://aljsad.com/forum9/ thread41237/
========================== ====
مفتي السعودية يحذر من الدعوة للجهاد في سوريا
http://arabi.ahram.org.eg/ NewsQ/19389.aspx
========================== ===
مفتي السعودية: "داعش" والقاعدة من الخوارج يستحلان الدماء ولا نحسبهما على المسلمين
http://arabic.cnn.com/ middleeast/2014/08/19/ saudi-mufti-isis
=====================
الأمير تركي الفيصل : السعودية لم تدعم طالبان ماليا والرئيس السوداني قدم عرضا مشروطا لتسليم بن لادن
http://classic.aawsat.com/ details.asp?article=65180&i ssueno=8379#.VBM5Jsk5WW8
========================
وثائقي داعش نبتع إخوانية قاعديه
http://www.youtube.com/ watch?v=TMkQwzXoCRc
======================
حقيقه داعش
https://www.facebook.com/ photo.php?fbid=727078757355 373&set=a.137939259602662. 27049.100001597669272&type =1
=================
حقيقه الوهابيه
https://www.facebook.com/ photo.php?fbid=750457605017 488&set=a.137939259602662. 27049.100001597669272&type =1
=================
وثائقي براءه السعودية من دعم القاعدة التكفيرية (القاعدة و إيران : حليفان في السر عدوان في العلن )
https://www.facebook.com/ AhmedOmanivip/posts/ 748824218514160
====================
براءة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من الاخووان و الخوارج و التكفيريين
https://www.facebook.com/ photo.php?fbid=671434492919 800&set=a.137939259602662. 27049.100001597669272&type =1&ref=nf
=======================
تكذيب صناعه بريطانيا لدوله السعودية و أكذوبة مذكرات هامفر
https://www.facebook.com/ photo.php?fbid=671434549586 461&set=a.137939259602662. 27049.100001597669272&type =1&permPage=1
=======================
براءة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب من داعش والنصرة
http:// www.islamancienttube.com/ video/1959
===================
الشيخ صالح الفوزان : أسامة بن لادن من الخوارج
http://www.youtube.com/ watch?v=mTHj3EEEK0U
==================
ظاهرة دعشنة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
http://saaid.net/monawein/ sh/22.htm
=================
اخيرا :
المصريون وكذلك السعوديون الذين يقرؤون ما يُنشر في الصحف المصرية، وما
يُبَث في بعض البرامج التلفزيونية، يستطيعون وبسهولة، تصنيف مواقف من
يكتبون ويتحدثون، وهم على العموم معرفون ولا يحتاج الإنسان إلى جهد
لتصنيفهم، فبعضهم لا يزال يحنُّ إلى فترة التحرُّش الناصري، والبعض الآخر
معروفون يعيش حقبة الاستعلاء التي أطلقها بعض الشوفيين الذين يحلمون
بالعودة إلى ما قبل الميلاد.. كثيرون يبحثون عن أدوار، ودائماً من يريد أن
يثير ضجيجاً وتقديم نفسه للقيام بدور أستُؤجر له، يبحث عن الكبار للإساءة
إليهم. وهذه حقيقة تعرفها المملكة العربية السعودية، وتتجاوز كلَّ يوم ما
يُشاع عنها وما يُكتب عنها، وما يتحدث عنه المرجفون، سواء في محطات
التلفزيون المصرية أو الفضائيات الأخرى، فَقَدَر المملكة العربية السعودية
كقَدَر مصر، أن تكونا دولتين مؤثّرتين ومحوريّتين، وأنّ أعداء الأمة
العربية والإسلامية لا يريدونهما أن تكونا متفاهمتين، حتى لا تُسقطا خطط
الأعداء ومؤامراتهم ضد العرب والمسلمين، ولهذا فإنهم يستأجرون أقلاماً
وأصواتاً من أجل خلق فتنة بين الكبار
وهذا من شأنه الإضرار بالعلاقة
التاريخية بين البلدين، فالهجمات في الصحف والتلفزيون يقودها أناس، تهذي
بما لا تدري، وتجرح وتعمق وتدمي وهي لا تعي، وتهدف إلى زرع الفتنة وإشعال
فتيلها، وأنا أدعو الغيورين من الجانبين للسمو فوق الحاقدين، والابتعاد عن
أصحاب الأهداف الخفية، وأدعو الأقلام ــ من الجانبين ــ إلى تهدئة الأوضاع
وتجنب الألفاظ النابية، والهجمات المتبادلة! ريثما يكتب الله تعالى مخرجا،
لأن هذا خيار الحكماء.. وشيم النبلاء.. ومنهج الغيورين الشرفاء.. فالسعودية
لا تحتاج مصر، ومصر لا تحتاج السعودية بل الأمة الاسلامية بأسرها هي من
تحتاجهما معا.. إذن لنحكم العقل لما فيه مصلحة الأمة، ولتهدأ النفوس! دمتم
سالمين.
خطة الإخوان في 28 نوفمبر والثورة المسلحة
خطة الإخوان في 28 نوفمبر والثورة المسلحة
الجمعة 28 من المحرم 1436هـ الموافق 21-11-2014م
للاستماع والتحميل:
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=4772
الرد على شبهات أنصار بيت المقدس
بيان أبرز صفات الخوارج، وأنهم يسفكون الدم الحرام باسم الجهاد، مع بيان أن معرفة سبب تصنيف العلماء لكتبهم مما يُعين على فهم كلامهم، والرد على شبهات خوارج كرم القواديس من أنصار بيت المقدس وغيرهم، وبيان تدليسهم على الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله -، والرد عليهم من كلامه، ومن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -.
هل تشتكى الهموم والغموم ؟
إلى كل من يشتكى الهموم والغموم
إلى كل من سيحث عن السعادة ولا يجدها
إلى كل من غرق فى بحور الدنيا ومشاغلها
هل تعبت من كدر الدنيا ومشاكلها ؟
هل تبحث عن راحة الباب والسعادة ؟
هل وهل وهل ....
إليك الحل فى آية واحدة فانتبه
قال الملك
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)النحل
المصدر : http://taebeen.com/vb/showthread.php?t=31295#ixzz3JUtTPnhY
رجل يعلن أسلامه علي يد فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان من جنوب أفريقيا
رجل يعلن أسلامه علي يد فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان من جنوب أفريقيا
https://www.youtube.com/watch?v=kXrsduw2bhE
وقفات يسيرة مع كلمة البغدادي الأخيرة
وقفات يسيرة مع كلمة البغدادي الأخيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيَ بعده وعلى آله وصحبه ومن
اقتفى أثره وسار على دربه وبعد: فقد استمعت إلى كلمة لأبي بكر البغدادي
قائد تنظيم الدولة الإسلامية
بعنوان –ولو كره الكافرون- فوجدت بها من المُغالطات ما يدعو للتوقف عندها
وبيان الحق ودَحْض الباطل حتى يحيى من حيَ على بين ويهلك من هلك على بينة
وسيكون عملي في هذه الأسطُر وضع ما سمعته من البغدادي بين علامتَي تنصيص ثم
يأتي تعقيبي على كل نقطة على حدة.
أولا: قال البغدادي في مطلع كلمته: "إن الجهاد أفضل الأعمال وذروة سنام الإسلام"
أقول ولا شك في أفضلية الجهاد لكن لا يكون أفضل الأعمال على إطلاقها فقد
جاء عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُوْد رضي الله عنه أنه قَالَ: سَأَلْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى
اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا» قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ:
«بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ» قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِيرواه
البخاري 5970 ومسلم 85. ومن هذا الحديث الشريف يُعلَم أن أفضل الأعمال
أداء الصلاة على وقتها فإن محبة الله للأشياء مترتبة على أفضليتها عنده
وقد جاء الجهاد في المَرتبة الثالثة ثم إن الصلاة أفضل من الجهاد من وجه
آخر كونها الركن الثاني من أركان الإسلام والركن لا يستقيم البناء بغيره.
ثانيا: قال البغدادي "وجعل سبحانه عِزَ المسلمين بالجهاد وسلط عليهم الذل
بتركه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تبايعتم بالعِينة وأخذتم
أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى
ترجعوا إلى دينكم وأعد الله عذابا أليما لمن يتخلف عن الجهاد"
أقول:
وفي هذه العبارة مأخذان الأول أن العلاج لما حَل بالأمة من ذُل وصغار
ليس بالجهاد وحده بل كما وجَه النبي صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى الدين
رجوعا حقيقيا ليس بالقتال وحده فلو سلمنا له بكلامه لفُهم منه ترك صحة
الاعتقاد وسلامة التوحيد في صدور المسلمين كعلاج للذل الحاصل للأمة. وقوله:
أن الله أعد عذابا أليما لمن تخلف عن الجهاد وقرأ قوله تعالى{إلا تنفروا
يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا} أقول: بداية أي
جهاد قصده البغدادي الدفع أم الطلب فإن كان الطلب فإنه ليس بواجب على كل
مسلم فقد روى الإمام مسلم في صحيحه برقم 16 أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ
اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَلَا تَغْزُو؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ الْإِسْلَامَ بُنِيَ
عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَإِقَامِ
الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ
الْبَيْتِ " وهذا نص في بيان أَن جهاد الطلب ليس بواجب على كل المسلمين
والبغدادي يَعُد ما يقوم به غَزْوَا ثم إن الله تبارك وتعالى قال فيمحكم
التنزيل {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي
الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ
الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا
عَظِيمًا النساء (95} فلو كان يأثم من ترك الجهاد لَما وعده الله بالحسنى
مع أفضلية المجاهد فليعلم البغدادي أن القرآن والسنة لا تُفهم أدلتهما كل
دليل بمعزل عن الآخر.
ثم قال البغدادي: "وأمر الجميع بالجهاد ولم
يستثنِ أحدا فقال عز وجل: {انفروا خفافا وثقالا} وأمر سبحانه بالقتال في كل
الأحوال حتى ولو بقي مجاهد واحد فقال سبحانه {فقاتل في سبيل الله لا
تُكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين}"
أقول الأمر بالقتال ليس للمسلمين كافة
فيُستثنى منه النساء والأطفال وكبار السن وبعض من يقوم بالتفقه في الدين
مصداق لقوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً
فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا
فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ
لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} التوبة (122) فإن الله تبارك وتعالى نفى النفير
عن كافة المؤمنين وخصص طائفة معينة بعدم النفير إذن الأمر لا يشمل جميع
أفراد المسلمين وإنما المقاتلة يعني العسكر المعدين للقتال، وأن القتال لا
يكون في كل الأحوال فقد يضطر المسلمين لكف أيديهم عن الكافرين لبعض الأسباب
منها الضعف قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا
أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ
عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ
كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ
كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ
قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا
تُظْلَمُونَ فَتِيلًا } النساء (77) فهنا أُمِر المسلمون بكف الأيدي في
وقت من الأوقات وكان هذا الوقت في مكة وقت ضعف الدعوة ولين شوكة المسلمين،
واستدلال البغدادي بقوله تعالى: فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا
تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ
يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ
تَنْكِيلًا لا يصلح هاهنا قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: "فقاتل في
سبيل الله لا تكلف إلا نفسك"، فجاهد، يا محمد، أعداء الله من أهل الشرك به
="في سبيل الله"، يعني: في دينه الذي شرعه لك، وهو الإسلام، وقاتلهم فيه
بنفسك.
فأما قوله:" لا تكلف إلا نفسك" فإنه يعني: لا يكلفك الله فيما
فرض عليك من جهاد عدوه وعدوك، إلا ما حمَّلك من ذلك دون ما حمَّل غيرك منه،
أي: أنك إنما تُتَّبع بما اكتسبته دون ما اكتسبه غيرك، وإنما عليك ما
كُلِّفته دون ما كُلِّفه غيرك.
ثم قال له:"وحرض المؤمنين"، يعني: وحضهم
على قتال من أمرتك بقتالهم معك ="عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا"، يقول:
لعل الله أن يكف قتال من كفر بالله وجحد وحدانيته وأنكر رسالتك، عنك
وعنهم، ونكايتهم.
تفسير الطبري ت شاكر 579/8.
ثالثا : قول البغدادي "خافت أمريكا وأوروبا وأستراليا وكندا وأذنابهم وعبيدهم المرتدون من حكام بلاد المسلمين"
أقول وهنا يظهر جليا منهج البغدادي الخارجي فهو يحكم بالردة على حكام
المسلمين قاطبة وهذا الأمر يترتب عليه تكفير المجتمعات الإسلامية التي
لاترى كفر حكام المسلمين –فالقاعدة تقول من شك في كفر الكافر كافر مثله-
ومنهج الخوارج يعتمد على أصلين ثابتين الأول تكفير مرتكب الكبيرة وتجويز
بَل إيجاب الخروج على الحاكم المسلم الظالم الذي في نظرهم كافر مرتد وبيان
ردة الحكام المسلمين من عدمها مجال خاض فيه أهل العلم وأثبتوا أن الحاكم
الذي لا يحكم الشريعة لجهل أو لهوى أو لسبب آخر غير اعتقاده أفضلية المناهج
الأرضية على منهج الله عاصي مرتكب لعمل كفري لكن لا يُخرِجه عن الملة إلا
بإقامة الحجة بتوافر شروط التكفير وانتفاء موانعه مما ذكرنا بعضه،
رابعا: قال البغدادي "إنما يكمن ضعف وحلفائهم في حاجتهم للسحرة المجرمين من
علماء الطواغيت حكام بلاد المسلمين لِيَسْحَرُوا أعين الناس ويُلَبِسوا
على عوام المسلمين بفتاوى صادرة عن اليهود ومعممة من الصليبيين..."
أقول: وهذا هو دأب الخوارج منذ زمانهم الأول اتهامهم أهل الفضل والعلم مرة
بعلماء السلطان ومرة مفتي الحكام وأخرى بغلاة الطاعة واليوم يَطْلُع علينا
البغدادي بأسلوب جديد في التكفير تكفير العلماء فوصفهم بالسحرة وهذا يقتضي
الحكم عليهم بالكفر وهو يعلم يقينا أن الساحر كافر، ثم وصفه للفتاوى التي
تحرم الخروج على الحاكم المسلم الظالم والأمر بطاعته في المعروف بفتاوى
اليهود ومن تعميم الصليبيين اتهام صريح للقرآن والسنة بأنهما من كلام
اليهود والصليبيين، فإن العلماء الأفاضل لا يستدِلون في هذا الباب إلا بقال
الله قال الرسول ولولا أن المجال يضيق عن ذكر الآيات والأحاديث لأتيتكم
بها تباعا والله المستعان.
خامسا: قال البغدادي: "وأبشروا أيها
المسلمون فإننا نبشركم بإعلان تمدد #الدولة_الإسلامية إلى بلدان جديدة إلى
بلاد الحرمين واليمن وإلى مصر وليبيا والجزائر ونعلن قبول بيعة من بايعنا
من إخواننا في تلك البلدان وإلغاء اسم الجماعات فيها وإعلانها ولايات جديدة
للدولة الإسلامية وتعيين ولاة عليها." ثم قال "فيا أبناء الحرمين يا أهل
التوحيد يا أهل الولاء والبراء إنما عندكم رأس الأفعى ومعقل الداء ألا
فلتسلوا سيوفكم ولتكسروا أغمادكم ألا فلتطلقوا الدنيا فلا أمن لِآل سلول
وجنودهم ولا راحة بعد اليوم ولا مكان للمشركين في جزيرة محمد صلى الله عليه
وسلم سلوا سيوفكم وعليكم أولا بالرافضة حيثما وجدتموهم ثم عليكم بآل سلول
وجنودهم قبل الصليبيين وقواعدهم...الخ" ثم قال "ويا أبناء العقيدة في سيناء
الحبيبة هنيئا لكم وأبشروا هنيئا لكم أيها الرجال هنيئا لكم بواجب الجهاد
ضد طواغيت مصر.
أقول: فإن البغدادي أماط اللثام عن منهجه ولم يدع مجال
لعاقل ليشُك في أنه خارجي جَلْد يدعو أهل الإسلام لتخريب بلادهم بأيديهم
ودفن أمنهم في مقابر الاقتتال والتطاحن وترك أعراضهم نهبة للسفلة الغوغاء
ومرة أخرى يشحن لسانه بألفاظ التكفير حين وصف حكام السعودية بآل سلول وهو
يعلم أن ابن سلول منافق والمنافق في الدرك الأسفل من النار، ثم الرجل يريد
أن يثير أحقاد الرافضة على أهل السنة ويعطيهم المبرر أكثر وأـكثر ليذبحوا
أهلنا في أماكن تواجدهم وعلو سلطانهم ويريد أن يحيل المنطقة إلى مِرجَل
يغلي بالدماء والأشلاء.
فإني أتوجه إلى طلاب العلم بتساؤل هل بقي من
صفات الخوارج صفة لم يتقلدها البغدادي أم أنه سيطلع علي من يبرر له بالفساد
وشيوع الكفر وهذه الشنشنات التي مللنا سماعها من مَن طلع علينا قبله ثم
سؤالي لمن يؤيدون الرجل فيمَ اقتتالهم مع جبهة النصرة وخصومتهم مع القاعدة
وأميرها الظواهري مع أن المنهج واحد والمشرب واحد أَم أن الأَجِنْدات
اختلفت والرؤى تناقضت؟
وفي الختام أعتذر عن الإطالة فلامجال
للاختصار بأقل من هذا، وأدعو كل مسلم أن يتفقه في دينه حق التفقه وأن يعكف
على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وليدعه من أفكار حدثاء الأسنان ذوي
الأحلام السفيهة وأصحاب ضيق الأفق والسلاح المأجور علموا أَم لم يعلموا.
والله أسأل أن يهدينا سبيل الرشاد وأن يوفق حكام المسلمين للحكم بالشريعة ولفعل الخيرات ودفع المنكرات.
رداً على تأويل الخوارج لقوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد:
---------------------
فَهَذا نَقل لِبَعض كَلاَم العُلَمَاء المُعتَبَرِين مِن سَلَف و خَلَف فِي تَفسِير هَذِه الآيَة
----------------------------------------------------------------------------
** حبر الأمة وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ
يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ
الْكَافِرُونَ﴾[المائدة:44] قال: "من جحد ما أنزل الله، فقد كفر، ومن
أقرّبه، لم يحكم به فهو ظالم فاسق".
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (6/166) بإسناد حسن. «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني(6/114)
------------------------
وقال طاووس عن ابن عباس – أيضاً – في قوله: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا
أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾؛ قال: ليس بالكفر الذي
يذهبون إليه".
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/522/574) بإسناد صحيح. «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني (6/114)
وفي لفظ: "كفر لا ينقل عن الملة". وفي لفظ آخر: "كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق".
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/522/575) «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني (6/114)
ولفظ ثالث: "هو به كفره، وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه ورسله".
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/521/570) وإسناده صحيح.
**********************************************
( العلماء الأعلام الذين صرحوا بصحة تفسير ابن عباس واحتجوا به )
الحاكمفي المستدرك (2/393)، ووافقه الذهبي، الحافظ ابن كثير في تفسيره
(2/64) قال: صحيح على شرط الشيخين، الإمام القدوة محمد بن نصر المروزي في
تعظيم قدر الصلاة (2/520)، الإمام أبو المظفر السمعاني في تفسيره (2/42)،
الإمام البغوي في معالم التنزيل (3/61)، الإمام أبو بكر بن العربي في أحكام
القرآن (2/624)، الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (6/190)، الإمام
البقاعي في نظم الدرر (2/460)، الإمام الواحدي في الوسيط (2/191)، العلامة
صديق حسن خان في نيل المرام (2/472)، العلامة محمد الأمين الشنقيطي في
أضواء البيان (2/101)، العلامة أبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان (ص 45)،
العلامة أبو حيان في البحر لمحيط (3/492)، الإمام ابن بطةفي الإبانة
(2/723)، الإمام ابن عبد البر في التمهيد (4/237)، العلامة الخازن في
تفسيره (1/310)، العلامة السعدي في تفسيره (2/296)، شيخ الإسلام ابن تيمية
في مجموع الفتاوى (7/312)، العلامة ابن القيم الجوزية في مدارج السالكين
(1/335)، محدث العصر العلامة الألباني في "الصحيحة" (6/109).
---------------------------------------------------------------------
3قال فقيه الزمان العلامة ابن عثيمين في "التحذير من فتنة التكفير" ( ص 68):
نستكمل الردود من هنا
---------------------
فَهَذا نَقل لِبَعض كَلاَم العُلَمَاء المُعتَبَرِين مِن سَلَف و خَلَف فِي تَفسِير هَذِه الآيَة
----------------------------------------------------------------------------
** حبر الأمة وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾[المائدة:44] قال: "من جحد ما أنزل الله، فقد كفر، ومن أقرّبه، لم يحكم به فهو ظالم فاسق".
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (6/166) بإسناد حسن. «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني(6/114)
------------------------
وقال طاووس عن ابن عباس – أيضاً – في قوله: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾؛ قال: ليس بالكفر الذي يذهبون إليه".
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/522/574) بإسناد صحيح. «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني (6/114)
وفي لفظ: "كفر لا ينقل عن الملة". وفي لفظ آخر: "كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق".
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/522/575) «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني (6/114)
ولفظ ثالث: "هو به كفره، وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه ورسله".
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/521/570) وإسناده صحيح.
**********************************************
( العلماء الأعلام الذين صرحوا بصحة تفسير ابن عباس واحتجوا به )
الحاكمفي المستدرك (2/393)، ووافقه الذهبي، الحافظ ابن كثير في تفسيره (2/64) قال: صحيح على شرط الشيخين، الإمام القدوة محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/520)، الإمام أبو المظفر السمعاني في تفسيره (2/42)، الإمام البغوي في معالم التنزيل (3/61)، الإمام أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن (2/624)، الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (6/190)، الإمام البقاعي في نظم الدرر (2/460)، الإمام الواحدي في الوسيط (2/191)، العلامة صديق حسن خان في نيل المرام (2/472)، العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان (2/101)، العلامة أبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان (ص 45)، العلامة أبو حيان في البحر لمحيط (3/492)، الإمام ابن بطةفي الإبانة (2/723)، الإمام ابن عبد البر في التمهيد (4/237)، العلامة الخازن في تفسيره (1/310)، العلامة السعدي في تفسيره (2/296)، شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/312)، العلامة ابن القيم الجوزية في مدارج السالكين (1/335)، محدث العصر العلامة الألباني في "الصحيحة" (6/109).
---------------------------------------------------------------------
3قال فقيه الزمان العلامة ابن عثيمين في "التحذير من فتنة التكفير" ( ص 68):
نستكمل الردود من هنا
![صورة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد:
---------------------
فَهَذا نَقل لِبَعض كَلاَم العُلَمَاء المُعتَبَرِين مِن سَلَف و خَلَف فِي تَفسِير هَذِه الآيَة
----------------------------------------------------------------------------
** حبر الأمة وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾[المائدة:44] قال: "من جحد ما أنزل الله، فقد كفر، ومن أقرّبه، لم يحكم به فهو ظالم فاسق".
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (6/166) بإسناد حسن. «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني(6/114)
------------------------
وقال طاووس عن ابن عباس – أيضاً – في قوله: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾؛ قال: ليس بالكفر الذي يذهبون إليه".
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/522/574) بإسناد صحيح. «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني (6/114)
وفي لفظ: "كفر لا ينقل عن الملة". وفي لفظ آخر: "كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق".
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/522/575) «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للإلباني (6/114)
ولفظ ثالث: "هو به كفره، وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه ورسله".
أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (2/521/570) وإسناده صحيح.
**********************************************
( العلماء الأعلام الذين صرحوا بصحة تفسير ابن عباس واحتجوا به )
الحاكمفي المستدرك (2/393)، ووافقه الذهبي، الحافظ ابن كثير في تفسيره (2/64) قال: صحيح على شرط الشيخين، الإمام القدوة محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/520)، الإمام أبو المظفر السمعاني في تفسيره (2/42)، الإمام البغوي في معالم التنزيل (3/61)، الإمام أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن (2/624)، الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (6/190)، الإمام البقاعي في نظم الدرر (2/460)، الإمام الواحدي في الوسيط (2/191)، العلامة صديق حسن خان في نيل المرام (2/472)، العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان (2/101)، العلامة أبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان (ص 45)، العلامة أبو حيان في البحر لمحيط (3/492)، الإمام ابن بطةفي الإبانة (2/723)، الإمام ابن عبد البر في التمهيد (4/237)، العلامة الخازن في تفسيره (1/310)، العلامة السعدي في تفسيره (2/296)، شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/312)، العلامة ابن القيم الجوزية في مدارج السالكين (1/335)، محدث العصر العلامة الألباني في "الصحيحة" (6/109).
---------------------------------------------------------------------
3قال فقيه الزمان العلامة ابن عثيمين في "التحذير من فتنة التكفير" ( ص 68):
لكن لما كان هذا الأثر لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتكفير؛ صاروا يقولون: هذا الأثر غير مقبول! ولا يصح عن ابن عباس! فيقال لهم: كيف لا يصحّ؛ وقد تلقاه من هو أكبر منكم، وأفضل، وأعلم بالحديث؟! وتقولون: لا نقبل ... فيكفينا أن علماء جهابذة؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم – وغيرهما – كلهم تلقوه بالقبول ويتكلمون به، وينقلونه؛ فالأثر صحيح.
************************************************
(1)- إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل (المتوفى سنة :241)
3قال إسماعيل بن سعد في "سؤالات ابن هاني" (2/192): "سألت أحمد: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، قلت: فما هذا الكفر؟
قال: "كفر لا يخرج من الملة"
3ولما سأله أبو داود السجستاني في سؤالاته (ص 114) عن هذه الآية؛ أجابه بقول طاووس وعطاء المتقدمين.
3وذكر شيخ الإسلام بن تيمية في "مجموع الفتاوى" (7/254)، وتلميذه ابن القيم في "حكم تارك الصلاة" ( ص 59-60): أن الإمام أحمد –رحمه الله- سئل عن الكفر المذكور في آية الحكم؛ فقال: "كفر لا ينقل عن الملة؛ مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر، حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه".
************************************************
(2)- الإمام محمد بن نصر المروزي (المتوفى سنة :294)
قال في "تعظيم قدر الصلاة" (2/520): ولنا في هذا قدوة بمن روى عنهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين؛ إذ جعلوا للكفر فروعاً دون أصله لا تنقل صاحبه عن ملة الإسلام، كما ثبتوا للإيمان من جهة العمل فرعاً للأصل، لا ينقل تركه عن ملة الإسلامة، من ذلك قول ابن عباس في قوله: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُمبِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾.
وقال (2/523) معقباً على أثر عطاء:- "كفر دون كفر، وظلم دون ظلم وفسق دون فسق"-: وقد صدق عطاء؛ قد يسمى الكافر ظالماً، ويسمى العاصي من المسلمين ظالماً، فظلم ينقل عن ملة الإسلام وظلم لا ينقل".
************************************************
(3)- شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري (المتوفى سنة :310)
قال في "جامع البيان" (6/166): وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفّار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت، وهم المعنيون بها، وهذه الآيات سياق الخبر عنهم، فكونها خبراً عنهم أولى.
فإن قال قائل: فإن الله تعالى قد عمّ بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله، فكيف جعلته خاصاً؟!
قيل: إن الله تعالى عمّ بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون، وكذلك القول في كلّ من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً به، هو بالله كافر؛ كما قال ابن عباس".
************************************************
(4)- الإمام ابن بطة العكبري (المتوفى سنة :387)
ذكر في "الإبانة" (2/723): "باب ذكر الذنوب التي تصير بصاحبها إلى كفر غير خارج به من الملّة"، وذكر ظمن هذا الباب: الحكم بغير ما أنزل الله، وأورد آثار الصحابة والتابعين على أنه كفر أصغر غير ناقل من الملة".
************************************************
(5)- الإمام ابن عبد البر (المتوفى سنة : 463)
قال في "التمهيد" (5/74): "وأجمع العلماء على أن الجور في الحكم من الكبائر لمن تعمد ذلك عالما به، رويت في ذلك آثار شديدة عن السلف، وقال الله عز وجل: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾،﴿الظَّالِمُونَ﴾،﴿الْفَاسِقُونَ﴾ نزلت في أهل الكتاب، قال حذيفة وابن عباس: وهي عامة فينا؛ قالوا ليس بكفر ينقل عن الملة إذا فعل ذلك رجل من أهل هذه الأمة حتى يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر روي هذا المعنى عن جماعة من العلماء بتأويل القرآن منهم ابن عباس وطاووس وعطاء".
************************************************
(6)- الإمام السمعاني (المتوفى سنة :510)
قال في تفسيره للآية (2/42): "واعلم أن الخوارج يستدلون بهذه الآية، ويقولون: من لم يحكم بما أنزل الله؛ فهو كافر، وأهل السنة قالوا: لا يكفر بترك الحكم".
************************************************
(7)- الإمام ابن الجوزي (المتوفى سنة : 597)
قال في "زاد المسير" (2/366): وفصل الخطاب: أن من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً له، وهو يعلم أن الله أنزله؛ كما فعلت اليهود؛ فهو كافر، ومن لم يحكم به ميلاً إلى الهوى من غير جحود؛ فهو ظالم فاسق، وقد روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس؛ أنه قال: من جحد ما أنزل الله؛ فقد كفر، ومن أقرّبه؛ ولم يحكمم به؛ فهو ظالم فاسق".
(8)- الإمام ابن العربي (المتوفى سنة :543)
قال رحمه الله في "أحكام القرآن" (2/624): " وهذا يختلف: إن حكم بما عنده على أنه من عند الله، فهو تبديل له يوجب الكفر، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين".
***********************************************
(9)- الإمام القرطبي (المتوفى سنة :671)
وقال في "المفهم" (5/117): "وقوله ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ يحتج بظاهره من يكفر بالذنوب، وهم الخوارج!، ولا حجة لهم فيه؛ لأن هذه الآيات نزلت في اليهود المحرفين كلام الله تعالى، كما جاء في الحديث، وهم كفار، فيشاركهم في حكمها من يشاركهم في سبب النزول.
وبيان هذا: أن المسلم إذا علم حكم الله تعلى في قضية قطعاً ثم لم يحكم به، فإن كان عن جحد كان كافراً، لا يختلف في هذا، وإن كان لا عن جحد كان عاصياً مرتكب كبيرة، لأنه مصدق بأصل ذلك الحكم، وعالم بوجوب تنفيذه عليه، لكنه عصى بترك العمل به، وهذا في كل ما يُعلم من ضرورة الشرع حكمه؛ كالصلاة وغيرها من القواعد المعلومة، وهذا مذهب أهل السنة".
************************************************
(10)- شيخ الإسلام ابن تيمية (المتوفى سنة :728)
3قال في "مجموع الفتاوى" (3/267): والإنسان متى حلّل الحرام المجمع عليه أو حرم الحرام المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء، وفي مثل هذا نزل قوله على أحد القولين : ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة:44] ؛ أي: المستحل للحكم بغير ما أنزل الله".
3وقال في منهاج السنة (5/130): قال تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾ [النساء:65]؛ فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم؛ فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن، وأما من كان ملتزماً لحكم الله ورسولة باطناً وظاهراً، لكن عصى واتبع هواه؛ فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة. وهذه الآية مما يحتج بها الخوارج على تكفير ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما أنزل الله، ثم يزعمون أن اعتقادهم هو حكم الله. وقد تكلم الناس بما يطول ذكره هنا، وما ذكرته يدل عليه سياق الآية".
3وقال في "مجموع الفتاوى" (7/312): "وإذا كان من قول السلف: (إن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق)، فكذلك في قولهم: (إنه يكون فيه إيمان وكفر) ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملّة، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ قالوا: كفروا كفراً لا ينقل عن الملة، وقد اتّبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة".
************************************************
(11)- الإمام ابن قيم الجوزية (المتوفى سنة :751)
3قال في "مدارج السالكين" (1/336): والصحيح: أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين: الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا كفر أصغر. وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مُخيّر فيه، مع تيقُنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر. إن جهله وأخطأه، فهذا مخطئ، له حكم المخطئين.
3وقال في "الصلاة وحكم تاركها" ( ص 72): "وههنا أصل آخر، وهو الكفر نوعان: كفر عمل. وكفر جحود وعناد. فكفر الجحود: أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحوداً وعناداً؛ من أسماء الرب، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه. وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه.وأما كفر العمل: فينقسم إلى ما يضاد الإيمان، وإلى ما لا يضاده: فالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وقتل النبيِّ، وسبه؛ يضاد الإيمان. وأما الحكم بغير ما أنزل الله ، وترك الصلاة؛ فهو من الكفر العملي قطعاً".
************************************************
(12)- الحافظ ابن كثير (المتوفى سنة :774)
قال رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (2/61): ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ لأنهم جحدوا حكم الله قصداً منهم وعناداً وعمداً، وقال ههنا: (فَأُوْلَـئِكَ هُم الظَّالِمُونَ) لأنهم لم ينصفوا المظلوم من الظالم في الأمر الذي أمر الله بالعدل والتسوية بين الجميع فيه، فخالفوا وظلموا وتعدوا".
************************************************
(13)- الإمام الشاطبي (المتوفى سنة :790)
قال في "الموافقات" (4/39): "هذه الآية والآيتان بعدها نزلت في الكفار، ومن غيّر حكم الله من اليهود، وليس في أهل الإسلام منها شيء؛ لأن المسلم –وإن ارتكب كبيرة- لا يقال له: كافر".
************************************************
(14)- الإمام ابن أبي العز الحنفي (المتوفى سنة : 791)
قال في "شرح الطحاوية" ( ص 323): وهنا أمر يجب أن يتفطن له، وهو: أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفراً ينقل عن الملة، وقد يكون معصية: كبيرة أو صغيرة، ويكون كفراً: أما مجازاً؛ وإما كفراً أصغر، على القولين المذكورين. وذلك بحسب حال الحاكم: فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب، وأنه مخير فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله؛ فهذا أكبر. وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله، وعلمه في هذه الواقعه، وعدل عنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا عاص، ويسمى كافراً كفراً مجازيا، أو كفراً أصغر. وإن جهل حكم الله فيها مع بذل جهده واستفراغ وسعه في معرفة الحكم وأخطأه؛ فهذا مخطئ، له أجر على اجتهاده، وخطؤه مغفور.
************************************************
(15)- الحافظ ابن حجر العسقلاني (المتوفى سنة :852)
قال في "فتح الباري" (13/120): "إن الآيات، وإن كان سببها أهل الكتاب، لكن عمومها يتناول غيرهم، لكن لما تقرر من قواعد الشريعة: أن مرتكب المعصية لا يسمى: كافراً، ولا يسمى – أيضاً – ظالماً؛ لأن الظلم قد فُسر بالشرك، بقيت الصفة الثالثة"؛ يعني الفسق.
************************************************
(16)- العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ (المتوفى سنة : 1293)
قال في "منهاج التأسيس" ( ص 71): وإنما يحرُم إذا كان المستند إلى الشريعة باطلة تخالف الكتاب والسنة، كأحكام اليونان والإفرنج والتتر، وقوانينهم التي مصدرها آراؤهم وأهوائهم، وكذلك البادية وعادتهم الجارية... فمن استحل الحكم بهذا في الدماء أو غيرها؛ فهو كافر، قال تعالى : ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ ... وهذه الآية ذكر فيها بعض المفسرين: أن الكفر المراد هنا: كفر دون الكفر الأكبر؛ لأنهم فهموا أنها تتناول من حكم بغير ما أنزل الله، وهو غير مستحل لذلك، لكنهم لا ينازعون في عمومها للمستحل، وأن كفره مخرج عن الملة".
************************************************
(17)- العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (المتوفى سنة : 1307)
قال في "تيسير الكريم الرحمن" (2/296-297): " فالحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر، وقد يكون كفرً ينقل عن الملة، وذلك إذا اعتقد حله وجوازه، وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب، ومن أعمال الكفر قد استحق من فعله العذاب الشديد .. ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ قال ابن عباس: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، فهو ظلم أكبر عند استحلاله، وعظيمة كبيرة عند فعله غير مستحل له".
************************************************
(18)- العلامة صديق حسن خان القنوجي (المتوفى سنة : 1307)
قال في "الدين الخالص" (3/305): "الآية الكريمة الشريفة تنادي عليهم بالكفر، وتتناول كل من لم يحكم بما أنزل الله، أللهم إلا أن يكون الإكراه لمهم عذراً في ذلك، أو يعتبر الاستخفاف أو الاستحلال؛ لأن هذه القيود إذا لم تعتبر فيهم، لا يكون أحد منهم ناجياً من الكفر والنار أبداً".
(19)- سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ (المتوفى سنة : 1389)
قال في "مجموع الفتاوى" (1/80) له:"وكذلك تحقيق معنى محمد رسول الله: من تحكيم شريعته، والتقيد بها، ونبذ ما خالفها من القوانين والأوضاع وسائر الأشياء التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي من حكم بها [يعني القوانين الوضعية] أو حاكم إليها؛ معتقداً صحة ذلك وجوازه؛ فهو كافر الكفر الناقل عن الملة، فإن فعل ذلك بدون اعتقاد ذلك وجوازه؛ فهو كافر الكفر العملي الذي لا ينقل عن الملّة".
************************************************
(20)- العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (المتوفى سنة : 1393)
قال في "أضواء البيان" (2/104):" واعلم: أن تحرير المقال في هذا البحث: أن الكفر والظلم والفسق، كل واحد منها أطلق في الشرع مراداً به المعصية تارة، والكفر المخرج من الملة أخرى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ﴾ معارضاً للرسل، وإبطالاً لأحكام الله؛ فظلمه وفسقه وكفره كلها مخرج من الملة. ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ﴾ معتقداً أنه مرتكب حراماً، فاعل قبيحاً، فكفره وظلمه وفسقه غير مخرج من الملة".
(21)- سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز (المتوفى سنة : 1420)
نشرت جريدة الشرق الأوسط في عددها (6156) بتاريخ 12/5/1416 مقالة قال فيها: "اطلعت على الجواب المفيد القيّم الذي تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – وفقه الله – المنشور في جريدة "الشرق الأوسط" وصحيفة "المسلمون" الذي أجاب به فضيلته من سأله عن تكفير من حكم بغير ما أنزل الله – من غير تفصيل -، فألفيتها كلمة قيمة قد أصاب فيه الحق، وسلك فيها سبيل المؤمنين، وأوضح – وفقه الله – أنه لا يجوز لأحد من الناس أن يكفر من حكم بغير ما أنزل الله – بمجرد الفعل – من دون أن يعلم أنه استحلّ ذلك بقلبه، واحتج بما جاء في ذلك عن ابن عباس – رضي الله عنهما – وغيره من سلف الأمة.
ولا شك أن ما ذكره في جوابه في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، ﴿...الظَّالِمُونَ ﴾، ﴿ ...الْفَاسِقُونَ﴾، هو الصواب، وقد أوضح – وفقه الله – أن الكفر كفران: أكبر وأصغر، كما أن الظلم ظلمان، وهكذا الفسق فسقان: أكبر وأصغر، فمن استحل الحكم بغير ما أنزل الله أو الزنا أو الربا أو غيرهما من المحرمات المجمع على تحريمها فقد كفر كفراً أكبر، ومن فعلها بدون استحلال كان كفره كفراً أصغر وظلمه ظلماً أصغر وهكذا فسقه".
************************************************
(22)- محدث العصر العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني (المتوفى سنة : 1420)
قال في "التحذير من فتنة التكفير" ( ص 56): " ... ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾؛ فما المراد بالكفر فيها؟ هل هو الخروج عن الملة؟ أو أنه غير ذلك؟، فأقول: لا بد من الدقة في فهم الآية؛ فإنها قد تعني الكفر العملي؛ وهو الخروج بالأعمال عن بعض أحكام الإسلام.
ويساعدنا في هذا الفهم حبر الأمة، وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، الذي أجمع المسلمون جميعاً – إلا من كان من الفرق الضالة – على أنه إمام فريد في التفسير.
فكأنه طرق سمعه – يومئذ – ما نسمعه اليوم تماماً من أن هناك أناساً يفهمون هذه الأية فهماً سطحياً، من غير تفصيل، فقال رضي الله عنه: "ليس الكفر الذي تذهبون إليه"، و:"أنه ليس كفراً ينقل عن الملة"، و:"هو كفر دون كفر"، ولعله يعني: بذلك الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ثم كان من عواقب ذلك أنهم سفكوا دماء المؤمنين، وفعلوا فيهم ما لم يفعلوا بالمشركين، فقال: ليس الأمر كما قالوا! أو كما ظنوا! إنما هو: كفر دون كفر...".
************************************************
(23)- فقيه الزمان العلامة محمد بن صالح العثيمين (المتوفى سنة : 1421)
سُئل في شريط "التحرير في مسألة التكفير" بتاريخ (22/4/1420) سؤالاً مفاده:
إذا ألزم الحاكم الناس بشريعة مخالفة للكتاب والسنة مع اعترافه بأن الحق ما في الكتاب والسنة لكنه يرى إلزام الناس بهذا الشريعة شهوة أو لاعتبارات أخرى، هل يكون بفعله هذا كافراً أم لابد أن يُنظر في اعتقاده في هذه المسألة؟
فأجاب: "... أما في ما يتعلق بالحكم بغير ما أنزل الله؛ فهو كما في كتابه العزيز، ينقسم إلى ثلاثة أقسام: كفر، وظلم، وفسق، على حسب الأسباب التي بُني عليها هذا الحكم، فإذا كان الرجل يحكم بغير ما أنزل الله تبعاً لهواه مع علمه أن بأن الحق فيما قضى الله به ؛ فهذا لا يكفر لكنه بين فاسق وظالم، وأما إذا كان يشرع حكماً عاماً تمشي عليه الأمة يرى أن ذلك من المصلحة وقد لبس عليه فيه فلا يكفر أيضاً، لأن كثيراً من الحكام عندهم جهل بعلم الشريعة ويتصل بمن لا يعرف الحكم الشرعي، وهم يرونه عالماً كبيراً، فيحصل بذلك مخالفة، وإذا كان يعلم الشرع ولكنه حكم بهذا أو شرع هذا وجعله دستوراً يمشي الناس عليه؛ نعتقد أنه ظالم في ذلك وللحق الذي جاء في الكتاب والسنة أننا لا نستطيع أن نكفر هذا، وإنما نكفر من يرى أن الحكم بغير ما أنزل الله أولى أن يكون الناس عليه، أو مثل حكم الله عز وجل فإن هذا كافر لأنه يكذب بقول الله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ وقوله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.
************************************************
(24)- اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية
الفتوى رقم (6310): س: ما حكم من يتحاكم إلى القوانين الوضعية، وهو يعلم بطلانها، فلا يحاربها، ولا يعمل على إزالتها؟
ج: "الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله، وآله وصحبه؛ وبعد:
الواجب التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عند الاختلاف، قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾، وقال تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ﴾. والتحاكم يكون إلى كتاب الله تعالى وإلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن لم يكن يتحاكم إليها مستحلاً التحاكم إلى غيرهما من القوانين الوضعيه بدافع طمع في مال أو منصب؛ فهو مرتكب معصية، وفاسق فسقاً دون فسق، ولا يخرج من دائرة الإيمان".
************************************************
(25)- العلامة الشيخ عبد المحسن العباد البدر – حفظه الله -
سُئل في المسجد النبوي في درس شرح سنن أبي داود بتاريخ: 16/11/1420 :
هل استبدال الشريعة الإسلامية بالقوانين الوضعية كفر في ذاته؟ أم يحتاج إلى الاستحلال القلبي والاعتقاد بجواز ذلك؟ وهل هناك فرق في الحكم مرة بغير ما أنزل الله، وجعل القوانين تشريعاً عاماً مع اعتقاد عدم جواز ذلك؟
فأجاب: "يبدو أنه لا فرق بين الحكم في مسألة، أو عشرة، أو مئة، أو ألف – أو أقل أو أكثر – لا فرق؛ ما دام الإنسان يعتبر نفسه أنه مخطئ، وأنه فعل أمراً منكراً، وأنه فعل معصية، وانه خائف من الذنب، فهذا كفر دون كفر.
وأما مع الاستحلال – ولو كان في مسألة واحدة، يستحل فيها الحكم بغير ما أنزل الله، يعتبر نفسه حلالاً-؛ فإنه يكون كافراً ".
************************************************
هذا ما تيسر جَمعُه و نَقلُه
وصلى الله و سلّم على نَبينَا محَمد وعَلى آله وصَحبِه .
و الحَمد لله رب العالمين](https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/hphotos-xap1/v/t1.0-9/p240x240/1234555_1505894926346298_8224656524207966386_n.jpg?oh=5ff11056ce6ebd176ed5d1f67ed877dc&oe=54E368D7)
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
مدونة شواطىء التائبين مدونة تهتم بأمور التوبة والتائبين,انشات المدونة في سنة 2014 ,انشات هذه المدونة للافادة والاستفادة ,ودائما نبحث عن الجديد لنحضره اليكم حصري وجديد ,لذا فادعمونا بتعليقاتكم المشجعة والتي تدعمنا كي نواصل ان شاء الله. وتابعونا واشتركوا معنا: